بعد إغلاقهما لأيام.. فتح طريقين استراتيجيين ينقذان إدلب من ارتفاع فاحش للأسعار


 قالت مصادر متطابقة إن طريقين استراتيجيين فتحا يوم الثلاثاء، شمالي سوريا، عقب آثار اقتصادية سلبية طالت أسعار المحروقات وبعض السلع والبضائع التجارية القادمة من تركيا.

وتزامن فتح طريق جرابلس- منبج في ريف حلب الشمالي مع فتح طريق عفرين - دارة عزة بريف حلب الغربي. ومع أن إغلاق الطريقين لم يُكمل الأسبوع إلا أن أسعار المحروقات في إدلب ارتفعت بشكل حاد ومفاجئ وفقاً لأهالي وتجار تحدثوا من داخل المنطقة.

تركيا أغلقت دارة عزة

في الثامن من الشهر الحالي اخترقت آليات تركية الجدار الحدودي مع محافظة إدلب حيث دخلت ضمن اتفاق مع هيئة تحرير الشام باتجاه منطقة دارة عزة للتمركز في جبل سمعان الذي يفصل بين مناطق سيطرة الأكراد ومناطق المعارضة في الشمال السوري.

وقال مصدر مطلع لـ "اقتصاد" إن الأتراك قاموا عقب تمركزهم بإغلاق طريق دارة عزة - عفرين الذي يُعتبر ممراً حيوياً للمحروقات القادمة من الآبار النفطية التي تسيطر عليها ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية".

ووفقاً لتجار من إدلب تحدثوا في وقت سابق لـ "اقتصاد"، شهدت المحروقات ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تقارب 18%، ما تسبب بأزمة حادة مع اقتراب فصل الشتاء.

توتر يغلق طرقات الريف الشمالي

في ريف حلب الشمالي الذي تسيطر عليه فصال الجيش الحر المنضوية في إطار عملية "درع الفرات"، أدى الاقتتال الذي نشب قبل عدة أيام بين كتلتي "السلطان مراد" و"الجبهة الشامية"، اللتين تديران المنطقة، إلى إغلاق الطرقات من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا إلى المدن الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة، ومدينة منبج التي تقع تحت سيطرة الأكراد.

وقال مصدر من داخل المنطقة إن أسعار السلع والبضائع التجارية لم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً لأن المعارك سرعان ما توقفت وفُتحت الطرقات.

وتابع المصدر: "لو استمر التوتر أكثر، كانت البضائع  والمحروقات ستشهد ارتفاعاً كبيراً نتيجة لاحتكار التجار لهذه السلع الهامة في المنطقة".

ودارت معارك طاحنة بين فصائل درع الفرات ما جعل فرقة "السلطان مراد" تُوقف القوافل أثناء دخولها من معبر باب السلامة الذي كانت تشرف عليه الجبهة الشامية، مانعة إياها من المرور.

إدلب.. هبوط حاد في المحروقات

يوم أمس الثلاثاء تم فتح الطريقين نحو إدلب ونحو جرابلس ومنبج، ما جعل الأسعار تنخفض بشكل فوري، لاسيما مادة المازوت التي تأتي من حقول رميلان وتُكرر عبر حراقات يدوية في اعزاز، لتمرر بعد ذلك إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب وإدلب وحماة عبر عفرين - دارة عزة.

طريق جرابلس تم فتحه عقب اتفاق مصالحة تم بين الكتلتين المتصارعتين بوساطة وفد مكون من الأهالي ومسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة ليحل الخلاف الذي نشب بسبب إدارة المعابر ومواردها الهائلة التي كانت تحصل عليها الجبهة الشامية المشرفة على معبر باب السلامة.

إلى ذلك أكدت مصادر من إدلب وتجار كانوا على طريق عفرين - دارة عزة، فتح الطريق كما كان سابقاً، حيث سُمح لعشرات الصهاريج التي تحمل المحروقات بالمرور في اتجاه إدلب.

وتوقع تجار من إدلب انخفاضاً تدريجياً في أسعار المحروقات نتيجة لضعف الإقبال عليها وكثافة العرض وهبوط الدولار مقابل الليرة السورية.

الأسعار في سوق معارة في محافظة إدلب صباح اليوم الأربعاء، شهدت انخفاضاً مفاجئاً حيث يُباع برميل مازوت (رميلان أصفر ليموني) بـ 48 ألف ليرة، في حين يباع (مازوت رميلان أصفر حراقات) بـ 46 ألف وخمسمائة ليرة. (مازوت رويس أصفر) نفس السعر. (مازوت رويس +رميلان) بـ 45 ألف وخمسمائة ليرة.

كما انخفض سعر برميل الكاز الأبيض المخلوط بالبنزين إلى 51 ألف ليرة. في حين هبط برميل الكاز الأبيض بدون بنزين إلى 52 ألف. وبِيع برميل البنزين الأبيض المفلتر بـ 45 ألف. والبنزين المفلتر (شفة) بـ 43 ألف ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق