رغم مخاطره ومضاره، الفحم الحجري خيار رئيس للتدفئة في إدلب


تنتشر في الشمال السوري، الحراقات، وهي طريقة بدائية لتكرير النفط عبر تعريضه لحرارة عالية لتفصل مكوناته عن بعضها، البنزين ومن ثم الكاز والمازوت.

وفي جوف البراميل التي عُرّضت للحرارة، تبقى حجار سوداء لامعة بعض الشيء وهي الفحم الحجري، عادةً ما تستخدم لتدفئة المداجن الكبيرة، لأن احتراقها يصدر حرارة عالية جداً.

ومع اقتراب فصل الشتاء، ونظراً لارتفاع أسعار وسائل التدفئة كالحطب والمازوت، يلجأ بعض الناس لشراء الفحم الحجري واستخدامه في البيت.

"أبو محمد"، تاجر فحم حجري بريف إدلب، قال لـ "اقتصاد": "منذ فترة وأنا أعمل بتجارة الفحم الحجري. أشتري من أصحاب الحراقات وأبيع لأصحاب المداجن. الفحم لتدفئة الأماكن الكبير كالمدجنة، نافع جداً، ويدوم طويلاً".

ويبلغ سعر طن الفحم بحسب "أبو محمد "، 27 ألف ليرة سورية إذا احتوى على قطع كبيرة وناعمة، و 35 ألف ليرة للطن النظامي.

وأوضح " أبو محمد " أن زبائنه لهذا العام تنوعت ولم تعد مقتصرة على أصحاب المداجن. "عدد من الأهالي طلبوا مني أن أجلب لهم الفحم لبيوتهم من أجل التدفئة".

ينبعث أثناء اشتعال الفحم الحجري رائحة قوية لا تحتمل، ناهيك عن اشتعاله القوي الذي قد يسبب حرائق في أماكن مغلقة وصغيرة.

لكن خاصية التوفير التي يمتلكها الفحم من ناحية سعره وطول مدة اشتعاله، تدفع الكثيرين من أهالي إدلب وريفها، لاستخدامه، متجاهلين مضاره.

"أحمد" من سرمين يصر على استخدام الفحم للتدفئة لهذا العام معللاً بالقول: "طن الحطب بـ 80 ألف، والمازوت من 40 إلى 60 ألف ليرة للبرميل الواحد، فإذا أردت أن أشتري الحطب والمازوت فلن تكفي 100 ألف ليرة، لسد حاجتي طيلة العام".

وتابع: "بينما 2 طن من الفحم النظامي بـ 70 ألف تسد حاجتي وزيادة. وبالنسبة للضرر، الحامي هو الله"، على حد وصفه.

ولا يمكن حرق الفحم الحجري في مدفأة عادية، لأن حرارته العالية قد تسبب بإتلافها، ويجب استخدام مدافئ خاصة بالفحم ذات سماكة عالية أو مجوفة بقطع من القرميد من داخلها.

ترك تعليق

التعليق