بالصور: أنواع جديدة من المدافئ تغزو أسواق إدلب

لا يفوت الخمسيني "أبو محمد" أي فرصة للربح وجني المزيد من المال مستغلاً تعاقب الفصول والبضائع الجديدة المطروحة في الأسواق.

في فصل الصيف لجأ هذا التاجر الذكي لتجارة ألواح الطاقة الشمسية والبرادات والمراوح التي تناسب الطاقة الكهربائية المستخرجة من الألواح الشمسية. ومع قدوم الشتاء بدّل أبو محمد بضاعته الصيفية بمدافئ مصنوعة من الحديد ولكنها لم تكن مدافئ عادية.

يخاف قرابة 4 مليون نسمة يقيمون تحت سيطرة المعارضة شمالي سوريا، من اقتراب فصل الشتاء، لسبب واحد، وهو الارتفاع الحاد الذي شهده سوق الحطب مؤخراً، حيث وصل الطن الواحد من حطب الزيتون إلى 80 ألف ليرة، وهو رقم كبير جداً مقارنة بمتوسط الدخل الشهري للأسرة الذي لا يتجاوز 45 ألف ليرة.


"ميزة هذه المدافئ هي صلابتها وقدرتها على التحمل"، يتحدث التاجر "أبو محمد" مشيراً إلى عدد من مدافئ الحطب الكبيرة الحجم.


منذ فترة قصيرة يعرض أبو محمد في متجره بريف إدلب أنواعاً من المدافئ المصنوعة من الحديد بشكل متقن. عدا عن حجرة الحطب الجميلة المنظر تمتلك كل مدفأة فرناً داخلياً من طابقين لصنع المعجنات وأطباق الدجاج المحمر والبيتزا.


يستورد أبو محمد بضاعته المتينة - التي لا يقل وزن أصغرها عن 50 كيلو غراماً بينما يتجاوز وزن الكبيرة 100 كيلو - من تركيا. ويقول إن هذه البضاعة الجديدة تشهد إقبالاً كبيراً على الرغم من ارتفاع ثمنها، حيث يتراوح سعر المدفأة الواحدة بين 160 إلى 250 دولار.


السر - بحسب أبو محمد - هو في قدرة المدافئ الجديدة على التحمل ما يجعلها صالحة لحرق الفحم الحجري أو المستخرج من حراقات الفيول الذي تنجم عنه حرارة عالية لا تتحملها المدافى العادية.

"سعر طن الفحم من 25 إلى 30 ألف ليرة"، قال أبو محمد وهو يفتح حجرة الموقد على يمين مدفأة مستطيلة الحجم مطلية بعناية فائقة.


وتابع: "مقارنة بسعر الحطب يبقى الفحم هو الحل الأنسب لمعظم سكان المنطقة. لهذا السبب تنشط تجارة المدافئ التي أعرضها".


من المتوقع أن يجني أبو محمد في الموسم الحالي أرباحاً جيدة، فالفرصة التي يقتنصها ربما لن تتكرر دائماً. ابتسم تاجرنا وهو يعرض بضاعته الجذابة بعناية، بينما لمعت عيناه الذكيتان قائلاً: "التاجر النشيط لن يعدم الفرصة".


وتابع: "في كل موسم جديد هناك بضاعة جديدة تقدم كحل بديل عن أي أزمة تحصل في منطقتنا، شعبنا ذكي جداً ولا يستسلم سريعاً".