ما هي حال من بقي في القابون؟


دخلت يوم أمس الأحد، قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري، إلى حي القابون، شرق العاصمة دمشق، وذلك لأول مرة منذ بداية الثورة والحراك المسلح الذي تلاها.

وتضمنت المساعدات 300 سلة غذائية ومثلها صحية، إضافة إلى 300 سلة تحوي مستلزمات طبخ ومثلها تحوي ملابس شتوية إضافة إلى 1500 بطانية شتوية و600 شادر.

وقد نشر الهلال الأحمر صوراً تظهر القافلة وهي تدخل الحي، وصوراً للقافلة داخله.


تهجير داخلي

وفي حي القابون أيضاً، كانت قوات النظام قد بدأت حملة هدم طالت المنطقة الممتدة من مسجد الغفران حتى مسجد أبو القاسم، من جهة اوتستراد دمشق الدولي، وبعمق حوالي 1 كيلو متر، باتجاه عمق الحي، مجبرة من تبقى من الأهالي داخل الحي الذين تقع منازلهم ضمن المخطط، على ترك منازلهم والانتقال إلى منطقة أعلى النهر (ساحة القهوة - سوق الخضار القديم).

"أبو أحمد"، أحد أهالي القابون، قال لـ "اقتصاد": "قوات النظام أجبرت القاطنين في المناطق المراد هدمها، على الانتقال إلى منطقة أعلى النهر، حيث بدأت بالهدم فعلاً".

وأضاف: "قوات النظام قالت للأهالي الذين لم يجدوا منزلاً في المنطقة المحددة، بأن عليهم المغادرة باتجاه العاصمة".


ظروف معيشية

يعيش ما تبقى من عائلات القابون والذين يبلغ عددهم 65 عائلة من أصل 2570 قطنوا الحي خلال الهدنة، ظروفاً معيشية غير مريحة. فالكهرباء حتى اليوم ممددة بشكل عشوائي من أماكن تمركز النظام إلا أنها تعتبر جيدة لعدم انقطاعها. أما المياه فهي الوحيدة التي عادت إلى مجاريها بعد خروج مقاتلي المعارضة.

فيما تبقى خطوط الانترنت طي النسيان منذ أكثر من 4 سنوات، حيث يعتمد الأهالي هناك على خطوط 3G وبيانات الهاتف.

وبالحديث عن المواد الغذائية، فقد قالت أم حمزة لـ "اقتصاد": "قوات النظام تسمح للمدعو (أبو احمد إدريس) بالخروج مرة في الأسبوع باتجاه العاصمة لإحضار بضائع لبقاليته وبقالية أخرى".

أما الأسعار فهي أضعاف مضاعفة عن أسعار العاصمة بسبب الاحتكار من قبل أصحاب البقاليتين الوحيدتين في الحي.


حضن الوطن دافئ

(أبو أحمد ادريس)، أحد مسؤولي المؤسسات الإغاثية في الحي خلال الهدنة، هو المسؤول اليوم عن إدخال البضائع إلى الحي في ظل سيطرة النظام. وهو يعامل أبناء حيه معاملة سيئة. وهم باتوا ينظرون إليه على أنه "شبيح".

أما صاحب البقالية الأخرى، فهو أيضاً من أبناء الحي الذين كانوا داخله خلال المعركة الأخيرة قبل سيطرة النظام. وهو ظهر في الفيديو الشهير الذي نشرته قوات النظام عقب دخولها الحي، ويظهر فيه عدد من المدنيين يشكرون النظام على تحريرهم من "الإرهابيين".

يُذكر أن حي القابون حُرر أواخر عام 2012 على يد الثوار، وقد شهد معارك عدة أبرزها كانت عام 2013 والتي سيطرت قوات النظام خلالها على المنطقة الصناعية وكتلة أبنية قرب الاوتستراد. والمعركة الأخيرة في شباط من العام الجاري الذي دمرت قوات النظام فيها جزءاً كبيراً من الحي، وانتهت بتهجير المقاتلين وعوائلهم باتجاه الشمال السوري.
 

ترك تعليق

التعليق