ما هي المكافآت التي قدّمها النظام لسكان حي برزة، مقابل المصالحة معه؟


لا تختلف الحياة اليوم في حي برزة، شرق العاصمة دمشق، كثيراً، عن حالها قبل توقيع اتفاقية المصالحة مع النظام.

ففي أيار من العام الجاري، وقّع قادة اللواء الأول في حي برزة، اتفاق مصالحة مع النظام. لكن وعود النظام، التي قامت على أساسها تلك الاتفاقية، لا تزال طي النسيان، في مكاتب المسؤولين عن ملف المصالحة.

لا أفران حتى اليوم في الحي. ولا محطات وقود. ورغم مضي أكثر من أربعة أشهر على توقيع الاتفاقية، إلا أن بلدية النظام لم تقم حتى اليوم سوى بإجراء خدمي واحد، وهو تجهيز فرن الخبز، دون إعطاء موعد لافتتاحه.

عودة لزمن الحصار

"أبو محمود"، أحد أبناء حي برزة، قال لـ "اقتصاد"، إن أسعار السلع في أسواق الحي، باتت كأسعار العاصمة، إلا أن قوات النظام لم تسمح حتى اليوم بإعادة تفعيل الفرن، أو محطة المحروقات، مجبرةً الأهالي على الخروج باتجاه العاصمة، للحصول على الخبز والمحروقات.

وأضاف: "الوضع الكهربائي داخل الحي ليس بالجيد أيضاً، على اعتبار أن الحي عاد بأكمله إلى (حضن الوطن)، فالأعطال في أكبال الكهرباء وخصوصاً في المناطق القريبة من طريق مشفى تشرين، متكررة، نظراً لقيام قوات النظام بالحفر بشكل دائم في تلك المنطقة، بحثاً عن أنفاق".

انقطاع التيار الكهربائي جعل أهالي حي برزة يعتمدون على البدائل التي استخدموها في ظل سيطرة الجيش الحر خلال الفترة السابقة، كبطاريات السيارة والإنارة التي تعمل على استطاعة 12v ( فولت)، وشواحن الأجهزة الذكية التي تعمل على الاستطاعة ذاتها، إضافة إلى المولدات الكهربائية التي تعمل على المحروقات والتي بات استخدامها متاحاً لتوفر وقودها.

مشاكل شبكات الإنترنت رافقت مشاكل الكهرباء، بسبب الحفريات أيضاً. فاليوم الذي يتم فيه إصلاح شبكة الكهرباء يحدث خلل في شبكة الإنترنت، والعكس صحيح.


فرص عمل

ينشط أغلب سكان حي برزة اليوم في مجال التجارة، التي تعتبر ناجحة إلى حد ما، عقب توقيع اتفاق المصالحة وفتح المعابر.

وقال "أبو ياسر"، وهو تاجر يعمل داخل برزة، لـ "اقتصاد"، إن أهالي الحي اضطروا إلى تغيير مهنهم في ظل الثورة. فمعظمهم كان يعمل قبلها في مقالع الحجر في جبال عش الورور. أما اليوم وبسبب تحول تلك الجبال لثكنة عسكرية، بات معظمهم يعمل في التجارة والتي تتمثل بإحضار المواد الغذائية والتموينية من العاصمة وبيعها داخل الحي.

"أبو ياسر" أشار إلى  أن مهنة التجارة ناجحة نوعاً ما، بسبب عودة معظم سكان برزة إليها، عقب المصالحة. إضافة إلى انتقال معظم سكان منطقة البساتين التي دمرتها قوات النظام وسيطرت عليها، إلى حي برزة. إلى جانب وجود عدد من عائلات القابون في نفس المنطقة أيضاً.

ويضاف إلى ذلك انخفاض إيجارات المنازل على عكس بقية مناطق العاصمة، ما جعل برزة محط أنظار أبناء العديد من المناطق التي دُمرت وهُجّر أهلها.


مكافآت

في المقابل، يوضح أبو ياسر أن بعض العائلات التي غادرت باتجاه العاصمة في فترة الحصار، والتي هي أساساً من أصل دمشقي، لا يزال الخوف مخيماً عليها، من خيار العودة إلى منازلها، نظراً لتحول الحي إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.

 وعادة ما يتندر سكان حي برزة بالمكافآت التي يستمر النظام بتقديمها لهم كل يوم، مقابل المصالحة معه. حيث يقوم السكان بتشييع قتيل أو اثنين من أبناء الحي، الذين انضموا إلى ميليشيا درع القلمون الموالية للنظام، في معارك مع تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي.

يُذكر أن حي برزة شهد حصاراً فرضته قوات النظام في شهر شباط من العام الجاري، وانتهى في أيار من العام نفسه بخروج مقاتلي أحرار الشام وجيش الإسلام والنصرة، وعدد قليل من مقاتلي اللواء الأول. فيما انخرط القسم الأكبر من مقاتلي اللواء الأول مع خيار المصالحة، وانضموا لقوات النظام. 

ترك تعليق

التعليق