بانتظار عودة الكهرباء.. ملايين الليرات خارج دورة الإنتاج في المناطق المحررة من درعا


تكبد تجار الأدوات الكهربائية المنزلية في محافظة درعا، خسائر مادية كبيرة، وذلك بسبب توقف السكان عن استخدام هذه الأدوات في جميع المناطق المحررة بشكل شبه نهائي، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن هذه المناطق منذ عدة سنوات.

ويشير "أبو صدام"، 48 عاماً، وهو صاحب محل أدوات كهربائية في درعا، إلى أن مبيعات الأدوات الكهربائية المنزلية التي تعمل بطاقة كهربائية نظامية 220 فولت، كالتلفزيونات والغسالات والبرادات والمراوح والمكاوي وغيرها من الأدوات الأخرى، متوقفة تماماً منذ أكثر من خمس سنوات في معظم مناطق درعا، بسبب إحجام الناس عن شرائها، لعدم توفر التيار الكهربائي النظامي لتشغيلها.

ولفت إلى أن محله يحتوى عشرات الأدوات الكهربائية المنزلية يتجاوز سعرها الملايين من الليرات السورية، وهي مبالغ معطلة ومتوقفة عن دورة الإنتاج، بسبب توقف استخدام هذه الأدوات، وتحول السكان إلى بدائل طاقة وإنارة أخرى، كالأدوات التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وبيّن أن أسعار الأدوات الكهربائية ارتفعت بشكل جنوني، رغم أن البضائع موجودة لديه منذ أكثر من أربع سنوات، مشيراً إلى أن سعر أرخص براد، ومن نوعية عادية، يتجاوز الـ 125 ألف ليرة سورية، فيما يصل سعر الغسالة الذكية إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية، وسعر الغسالة نصف الأتوماتيك يتجاوز الـ  55 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر المروحة العادية 20 ألف ليرة سورية.

وأضاف أنه "لم يعد هناك من يستخدم البرادات، رغم ضرورتها وخاصة في الأجواء الحارة، حيث تم الاستعاضة عنها بشراء المياه المثلجة وألواح الثلج من المعامل الخاصة، التي بدأت تشق طريقها في المناطق المحررة، فيما لم يعد هناك حاجة لتبريد الطعام، وحفظه بالثلاجات، بعد أن قلص الأهالي وجباتهم بسبب حالة الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية التي وصلوا إليها بسبب الحرب".

وقال إن "الناس تخلصوا من الغسالات الذكية، واستبدلوها بغسالات قديمة /برميل/، وبغسالات نصف أتوماتيك تعمل باستطاعة كهربائية أقل، فيما قاموا بتحويل المراوح النظامية إلى مراوح تعمل على البطارية، كما قاموا بتحويل شاشات الحاسوب إلى شاشات عرض تلفزيونية، بعد إجراء بعض التعديلات عليها".

وفي هذا الإطار، يقول عماد القاسم، 39 عاماً، وهو صاحب محل تصليح أدوات كهربائية، إن عمليات تحويل بعض الأدوات الكهربائية العادية إلى أدوات تعمل بطاقة أقل، أسهم في إيجاد فرص عمل لأصحاب ورش التصليح، الذين توقف عملهم أيضاً بالتزامن مع توقف استخدام الأدوات الكهربائية المعروفة.

ولفت  إلى أن عمل هذه الورش يتركز الآن على تحويل شاشات الحاسوب إلى شاشات عرض تلفزيونية، وعلى تحويل المراوح النظامية إلى مراوح تعمل بطاقة كهربائية أقل، من خلال إجراء بعض التعديلات الفنية عليها.

وأكد أنه يتقاضى عن تحويل شاشة الحاسوب إلى شاشة عرض تلفزيوني نحو 15 ألف ليرة سورية، وعن تحويل المروحة إلى مروحة تعمل بالبطارية نحو 5 آلاف ليرة سورية.

من جهته، أشار محمد  الجاسر، 42 عاماً، وهو عسكري منشق من ريف درعا الغربي، إلى أنه اضطر إلى بيع جميع الأدوات الكهربائية في منزله بعد أن توقف عن استخدامها بمبلغ 100 ألف ليرة سورية قبل ثلاث سنوات، مؤكداً أن هذا المبلغ لا يشتري الآن براداً مستعملاً، بعد أن انخفضت قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وارتفعت أسعار الأدوات الكهربائية بهذا الشكل الكبير.

وأضاف أنه، وبسبب ظروفه المادية الصعبة، لا يستخدم في منزله سوى الإنارة فقط، ومن خلال بطارية دراجة نارية ولوحة شمسية صغيرة، بلغت تكلفتها 8  آلاف ليرة سورية.

سكان مناطق سيطرة النظام في محافظة درعا، أكدوا عودة التيار الكهربائي إلى مناطقهم ولساعات طويلة بدون انقطاع. وقالت
"أم سامر"، وهي مُدرّسة وتعيش في درعا المحطة، إن الأهالي في تلك المنطقة والعديد من مناطق سيطرة النظام، عادوا إلى استخدام أدواتهم الكهربائية المنزلية بالشكل المعتاد، وذلك بعد التحسن الكبير الذي شهده التيار الكهربائي في مناطق سيطرة النظام، بعيد الهدنة في الجنوب السوري، مبينةً أن التيار الكهربائي لم يعد ينقطع إلا لساعات قليلة جداً، وأحياناً يبقى مستمراً على مدار الساعة.

من جهته، عبد القادر الأحمد، وهو صاحب محل أدوات كهربائية في درعا، عبّر عن أمله في أن يكون استقرار التيار الكهربائي في بعض مناطق سيطرة النظام، مؤشراً لوصول محتمل للكهرباء إلى المناطق المحررة، وأن يسهم ذلك في تحريك سوق الأدوات الكهربائية المتوقف منذ أعوام. 

ترك تعليق

التعليق