ظاهرة التسول في إدلب.. حاجة أم عادة؟


أثناء سيرك في شوارع وأزقة محافظة إدلب المحررة في الشمال السوري، لابد أن يصادفك كهل عجوز أو امرأة أو حتى طفل صغير بثياب بالية وهيئة رثة يستجدون منك المال بإلحاح شديد وطريقة فظة في بعض الأحيان.

وفي كثير من الأحيان لا يمكنك ردهم وسوف تعطيهم نقوداً لأنهم قد يستعطفوا قلبك أو أنك ستعطيهم لتصرفهم عنك بأي طريقة.

"اقتصاد" سلط الضوء على هذه الظاهرة التي أخذت بالتزايد وجمع عدداً من الآراء حولها.

السيدة "ابتسام"، 52 عاماً، قالت بأنها تتعاطف كثيراً مع هؤلاء الناس ولا تستطيع أن ترد كل من يطلب منها، "فمن هيئتهم المثيرة للشفقة أشعر بأنهم يعانون من فقر شديد وهم بحاجة لكثير من المساعدة".

بينما يصف الأستاذ "مؤيد شاكر"، مدير المكتب الإغاثي بجمعية "ساهم بالخير"، هذه الظاهرة، بالعمل اللأخلاقي، وغير الحضاري، وبأنه لا يليق بنا كسوريين، نافياً أن يكون للمنظمات الإغاثية أي علاقة بانتشار هذه الظاهرة.

وقال "الشاكر": "المنظمات لديها برامج وطرق للعمل، وإيصال الاغاثة للمحتاجين من أسر الشهداء والأرامل والمصابين والمُهجّرين".

موضحاً أن "شريحة كبيرة من المتسولين هم من فئة تدعى (القرباط)، وهم مشهورون بامتهان التسول والشحادة".

واستدرك: "هناك فئة محتاجة قد تكون ممن لا تنطبق عليهم برامج الدعم في المنظمات، ولكن يحب العمل على ضمهم للحد من هذه الظاهرة".

"أحمد الجربان"، ناشط إعلامي من معرة النعمان، تحدث لـ "اقتصاد" قائلاً: "ظاهرة التسول لا تختص بوطن أو ببلد معين، فهي تظهر بازدياد الفقر وانتشاره".

متابعاً: "ولأننا شعب عاطفي نشجع المتسول على هذا العمل دون أن نشعر، وفي ظننا أننا نطبق كلام الله في كتابه العزيز، (وأما السائل فلا تنهر)؛ وقد يكون هذا سبب في كثرة المتسولين في مجتمعنا".

وأوضح أن "تقصير المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين واقتصارها على سلل المعونة الشهرية زاد من عدد المتسولين".

ويرى "الجربان" أن الحلول التي يجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة هي دعم المنظمات التنموية والعمل على إيجاد مشاريع ولو بسيطة تؤمن فرص عمل ودخل شهري جيد.

بدوره، يقول "أبو محمد "، وهو صاحب إحدى المحلات التجارية، إنه ليس من المعقول أن يكون الشخص ليس بحاجة للمال، ومن ثم يمد يده للغير.

وأضاف: "نفس المرء عزيزة عليه، هؤلاء ليسوا متسولين بل محتاجين".

في حين يرى أحد سكان إدلب ويدعى "حسن" أن "هناك فقراء كثر محتاجون يتجولون بالشوارع؛ ولكن هناك أيضاً قسم من الناس فضلوا هذا العمل (التسول) على أعمال أخرى".

ويضيف: "فهي المهنة التي لا تحتاج إلى رأس مال أو أي تعب. بالمختصر يعني صار شغلة يلي مالوا شغلة"، على حد وصفه.

ترك تعليق

التعليق