هل سبق وزرت مطعماً في إدلب؟.. تعرف على أحدها


يعبر الزبائن باباً خشبياً كبيراً للوصول إلى البهو الواسع الذي يضم طاولات نظيفة منثورة هنا وهناك. في صدر المكان يتمركز مطبخ الكوكتيل والعصائر المزدان بشتى أنواع الفاكهة الآسيوية والإفريقية، بينما تتواجد في الطابق السفلي صالة ملوكية مفروشة بالوسائد حيث تقدم هنا المناسف بأنواعها.


قبل أشهر قليلة افتتح السيد "بلال إسماعيل" مطعم (فيوجن) في مدينة إدلب شمالي سوريا. بدا بلال شديد الحماسة وهو يقودنا في جولة ممتعة لاستعراض مطعمه الجديد والاطلاع على ما يقدمه لزبائنه من خدمات.

"افتتحت طابقين حتى الآن. يوجد طابقان آخران أعمل على تجهيزهما قريباً"، يتحدث بلال إسماعيل لـ "اقتصاد"، بينما كانت يده تشير إلى الأعلى حيث يتم العمل على صالات جديدة تابعة للمشروع.


يقدم مطعم (فيوجن) أكلات متنوعة تتراوح بين الوجبات الشرقية كالريش والكباب ولحم العجل والدجاج المشوي والمقلي إضافة للوجبات الغربية المتنوعة التي يدعو منظرها الشهي لسيلان لعاب الزبائن المتوافدين باستمرار إلى المطعم الجديد.

إسماعيل أشار إلى أنه لا يواجه أي معاناة في الحصول على مواد الأطباق المتنوعة التي يقدمها. "كل ما أحتاجه من لحوم ومواد مقبلات موجود في الأسواق. البهارات والتوابل التي يستخدمها الطهاة للمأكولات الغربية أحصل عليها مباشرة من تركيا".


يومياً يتوافد العشرات إلى مطعم إسماعيل. أما في يوم الجمعة فيزدحم المكان، وربما ستحتاج لحجز طاولة مسبقاً قبل قدومك إلى المطعم.

تعرف العشريني "محمد" وهو من سكان الريف الإدلبي على مطعم إسماعيل منذ فترة وجيزة. وعندما تذوق طعم الوجبات الشهية مستمتعاً بالمنظر الجذاب للمطعم، صار يقضي عطلته الأسبوعية هناك، بغية التعرف على التجربة الجديدة التي يقدمها طهاة إسماعيل لزبائنه.


قال "محمد" لـ "اقتصاد"، بينما كان يغمس ريشة لحم ضان مشوية على الفحم في طبق (الماينيز)، "ياله من طعم رائع، اعتدت على هذه الوجبات وأخشى أنه لا يمكنني تركها في المستقبل".


على طاولة أخرى بالقرب من شلال صناعي تلتمع أضواؤه ذات الألوان الحمراء والبرتقالية، جلس "سعيد" يحتسي كأساً من الشاي الساخن بعد وحبة غداء ممتعة.

يبتسم سعيد وهو يسجل هذه الملاحظة لـ "اقتصاد": "في الحقيقة الشيء المميز هنا هو انخفاض سعر الوجبات الغذائية". يردف سعيد: "أعتقد أنني سأستمر في المجيء إلى هنا كلما سنحت الفرصة".


في محافظة إدلب، وحتى في ظل الحروب والقصف الجوي الذي كانت تتعرض له التجمعات السكنية، كان العديد من أبناء المحافظة يبحثون عن استثمارات جديدة تدر عليهم الأرباح وتعطي منظراً جذاباً للمنطقة التي غدت منذ 2014 تحت سيطرة المعارضة بشكل كامل.

وأدت ظروف الاستقرار التي تمخضت عن اتفاق أستانة مؤخراً إلى افتتاح عشرات المطاعم والمنتزهات في شتى أرجاء المحافظة. وكان من بين هذه المشاريع مطعم إسماعيل الذي يعتبر ناجحاً جداً. كما يدعو للتفاؤل والأمل في الحصول على نجاحات أخرى في المستقبل القريب.


ترك تعليق

التعليق