الفستق الحلبي.. "الشجرة الغنية بالأرض الفقيرة"


تعد شجرة الفستق الحلبي من الأشجار المهمة في سوريا، ومصدر رزق لآلاف العائلات. وازدهرت زراعتها بشكل كبير منذ عام 2000. واحتلت سوريا في سنوات سابقة المركز الرابع عالمياً في إنتاج الفستق.

وتتوزع زراعة الفستق على عدة محافظات كريفي إدلب ودمشق وحلب والسويداء، كذلك تتركز بريف حماة الشرقي والريف الشمالي، وتعد مدينة مورك الأشهر بأشجار الفستق، وتشتهر بلقب مدينة الذهب الأحمر، حيث يبلغ عدد الأشجار فيها 800 ألف شجرة متوزعة على 68 ألف دونم من مساحة أرضها.

ويصف المهندس الزراعي "علي الهوراي" شجرة الفستق بـ "الشجرة الغنية بالأرض الفقيرة" معللاً بالقول: "تتحمل شجرة الفستق الجفاف ولا تحتاج لنسبة مياه كثيرة، كما أنها تتحمل الحرارة المرتفعة بسبب أوراقها الشمسية وقشرتها السميكة".

ويوضح الهوراي لـ "اقتصاد": "وصل إنتاج سوريا من الفستق قبل سنوات الثورة لـ 75 ألف طن. وبسبب الظروف التي شهدتها مناطق إنتاج الفستق الحلبي في سوريا، تراجع الإنتاج للنصف تقريباً أي 35 ألف طن".

وبحسب "الهواري" فإن أبرز العوامل التي ساهمت في تراجع الإنتاج هو عدم اهتمام مراكز البحث بالأمراض التي تصيب أشجار الفستق والعمل على معالجتها، حيث أصاب مرض الزيات 70% من أراضي الفستق، خلال العام الفائت، مما أدى لضعف الإنتاج.

ويقول "أبو المؤيد"، رئيس بلدية مورك، إنه يمكن لشجرة الفستق أن تنتج بعد عشر سنوات من زراعتها ولكن بكميات قليلة، ولكن بعد 20 عاماً يكون الإنتاج ما بين 20 إلى 50 كيلو كحد وسطي، ويبدأ قطاف شجرة ثمار الفستق الحلبي من الشهر السابع وحتى نهاية العاشر.

لكن الأمراض الكثيرة التي تعرضت لها الشجرة وقلة الاهتمام بسبب نزوح أصحابها؛ وعدم الوصول إلى المحاصيل بسبب المعارك والقصف الذي يتعرض له ريف حماة، كلها عوامل أدت لتراجع الإنتاج بشكل ملحوظ.

ويوضح "أبو مؤيد" أن بعض الحقول تعرضت أشجارها للقذائف وقلة الري فتم قصها من ساقها، لتفرّع من جديد.

ويبلغ سعر كيلو الفستق الأخضر من 2500 إلى 3000 ليرة سورية، بعد أن كان بـ 300 ليرة قبل الثورة، بينما يصل الكيلو المجفف"اليايس" إلى 7000 ليرة.

وللفستق الحلبي أنواع مختلفة، كأبو ريحا وهو أغلى الأنواع، ومنها ناب الجمل، والعاشوري الأبيض، والعليمي ورأس الخاروف، والبياضي والجلب..

ترك تعليق

التعليق