"أنا لا أصنع الفيلم، إنما هو من يصنعني".. قصة "يمان عنتابلي"


لم يكن الشاب "يمان عنتابلي"، ابن الواحد والعشرين ربيعاً، الطالب في إحدى ثانويات دمشق، يدري أن قيام الثورة سيحدث تغيراً في حياته وستكون هذه السنين حافلة بالنجاحات.

"عملت في استديوهات دمشق ومحال التصوير. كنت مولعاً بهذه المهنة منذ صغري"، يقول "يمان عنتابلي".

متابعاً حديثه لـ "اقتصاد": "أما الآن أعمل كصانع أفلام، ومهتم جداً بالإخراج السينمائي، وأتدرب وأعمل لأكون شيئاً منه".

يقيم "يمان" الآن في مدينة اسطنبول بتركيا، ويعمل ضمن فريق على صناعة أفلام مستقلة تحاكي الوضع الإنساني للقضية السورية، وسعى لأن تكون أفلامه السينمائية ذات جودة فنية عالية.

وأخرج إلى الآن 13 فيلماً، بين أفلام دعائية، وسينمائية قصيرة، ومنها (دلس – زعتر.. وغيرها)، وتُرجم العديد منها إلى اللغة الانكليزية.

وقام "عنتابلي" مع فريق شبابي على تأسيس شركة "darmisk" والتي تختص بصناعة الأفلام. "ننتج أفلاماً وإعلانات وكليبات ضمن سوق الإنتاج الضخم"، يقول يمان.

مضيفاً: "الأفلام الدعائية هي مصدر رزقنا، وندخر منها لإنتاج أفلامنا الإنسانية التي تحمل قضيتنا، بغية إيصالها للعالمية".

ويشير "عنتابلي" إلى الصعوبة التي يواجهها بالترويج لأفلامه، "الأمر صعب جداً، ونعتمد على إرساله للأصدقاء ومشاركته هنا وهناك على منصات السوشال ميديا".

ويعلل محدثنا صعوبة الترويج بالقول: "للأسف محتوانا لأنه إنساني لا يجد القبول الكافي كغيره من الأشياء الترفيهية".

وأبدى "يمان" استعداه لمواصلة مسيرته وتطوير أفلامه لاسيما التي تحمل قضية بلاده مؤكداً بالقول: "وإن اضطررنا لندفع من جيوبنا لمواصلة إنتاج المحتوى الإنساني، سنفعل".

"لست من أصنع الفيلم؛ الفيلم من يصنعني"، بهذه الكلمات يُعرّف "يمان" عن نفسه على صفحته في "فيسبوك"، فهو يرى أن اندلاع الثورة من أعطاه الحب والشغف الكبير لدخول عالم السينما، وكان محفزاً لصنع الأفلام التي تتكلم عن قضيته، حسب وصفه.

واختتم "عنتابلي" حديثه بالقول: "إن السينما قضية. وكنا بلا قضية. فما كنا عليه قبل ربيعنا العربي هو هراء. وهذا هو سبب جهلنا بالسينما".

ترك تعليق

التعليق