ثلاثة أجوبة.. لماذا هاجمت "تحرير الشام" معبر "أبو دالي"؟


تعتبر قرية "أبو دالي"، في ريف إدلب الجنوبي، الشريان الثاني والأهم بعد معبر قلعة المضيق، بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة الأسد في حماة، حيث يتم فيها عمليات تبادل تجاري لـ "المحروقات، المواد الغذائية، الخضار"، ما يتسبب بارتفاع الأسعار عند أي توتر أمني قريب من المعبرين المذكورين.

وطوّقت هيئة تحرير الشام، اليوم الجمعة، قرية "أبو دالي" الخاضعة لسيطرة ميليشيات موالية، تتبع لعضو مجلس الشّعب "أحمد الدرويش"، الذي يتخذ من القرية معبراً يدرّ له ملايين الليرات يومياً من البضائع التي تعبر باتجاه مناطق الأسد في حماة، أو بالعكس، باتجاه مناطق المعارضة السورية في إدلب، كونها الحد الفاصل بين المنطقتين.

ناشطون من إدلب، وصفوا معركة أبو دالي بأنها "تصفية حسابات بين التجار". ويشيع في الأوساط الشعبية أن "الشبيح أحمد الدرويش" نصب على "أبو أحمد حدود"، الذي يُعتبر بيت أسرار "الجولاني"، زعيم "تحرير الشام"، وذلك بمبلغ 2 مليون دولار.

وحسب تلك الشائعات، كان أحمد الدرويش يُشغّل أموال "أبو أحمد حدود" في تجارة البنزين والسكر والسيارات، وعندما اقترب دخول الأتراك، طالبه بحقوقه وإعادة المبلغ مع الأرباح، فرفض أحمد الدرويش إعادة الأموال، واعتبرها حقٌ له. وكان ذلك السبب المباشر لمعركة أبو دالي، الجارية حالياً، حسب هذا الرأي.

أبو أحمد، أحد قاطني بلدة أبو دالي، تجاهل هذه الشائعات، وقال إن هجوم تحرير الشام على القرية بداية معركة للسيطرة عليها، والتقدم باتجاه حماة، كون "أبو دالي" تعتبر أول المناطق المحاذية للمناطق المحررة. وأضاف أنه سبق أن تلقوا تهديدات باقتحام القرية من فصائل المعارضة.

من جهته، الناشط الإعلامي "نور"، أحد سكان البلدة أيضاً، رجّح أن سبب الهجوم هو تفعيل طريق الاتستراد الدولي حماة - حلب، كون شبيحة أحمد درويش، جعلت من القرية مصدر جمع للأموال وتصديرها للخارج، مضيفاً أن المدنيين فيها رحبوا بالهجوم باعتبار التشبيح خاصاً بشبيحة الدرويش وأقربائه.

أما خالد، أحد سكان بلدة الخوين شرقي إدلب، رجّح أن يكون هجوم تحرير الشام على قرية أبو دالي، نتيجة التنافس الروسي الإيراني في سوريا، معللاً ذلك كون الطيران الروسي لم يحرك ساكناً اليوم تجاه ما حصل، حيث اقتصرت الغارات الجوية فقط على طائرات الأسد الحربية.

يشار إلى أن تحرير الشام تمكنت من قتل القيادي "أحمد أسعد شلاش"، خلال المواجهات في البلدة، وهو قريب لـ "أحمد الدرويش". كما سيطرت على قرية المشيرفة القريبة من بلدة أبو دالي.

ترك تعليق

التعليق