في حمص.. الحيطان دفاتر الواصلين


آخر صيحات "التعفيش" لشبيحة الأسد في مدينة حمص كانت سرقة أخشاب المقاعد المخصصة للجلوس في حديقة البتول العامة.

 وتم رصد تخريب الحدائق العامة وتكسير مرافقها في وضح النهار وفي جنح الليل. وما يساعد على إنجاح عمليات التخريب والسرقة عدم وجود الرقابة وغياب الحراسة وإهمال مرافق المدينة، لتصبح عملية تخريبها وسرقتها بسيطة جداً. وعلى الرغم من انتشار تلك الظاهرة ما زالت حكومة الأسد تتشدق بتأمين سبل الراحة والترفيه للناس بالمجان.


"أبو أحمد"، أحد سكان مدينة حمص، قال: "بنجي لنشم هوا ما بنلاقي مقعد، وبنقعد ع الرصيف"، لتصبح راحة المواطن التي لطالما تحدث النظام عن توفيرها ووجودها بكثرة مرهونة بالجلوس على الرصيف الاسمنتي على حد وصف "أبو أحمد".

بدوره، يقول أسامة، وهو من سكان مدينة حمص أيضاً، "إذا فاتو اخدو كراسي بيتي ما بحكي.. بدي احكي مشان كراسي الحديقة!"، في دلالة كاملة على عجز المواطن عن فعل أي شيء، فهو بكل معنى الكلمة يعاني من الاحتلال.

من جهتها تقول "أماني"، "ما فينك تحكي بشي، ولا فينك تشكي"، في إشارة واضحة إلى الخوف خشية الاعتقال أو التعرض للمضايقات.


 ونشير إلى أن المعطيات حسب شهود عيان تشير إلى تورط أزلام النظام بعمليات السرقة تلك، والذين بطبيعة الحال لا ينطبق عليهم القانون، فالقانون لا يسري إلا على الضعيف.

عصابة أخرى حصرت تخصصها في سرقة كابلات الكهرباء المصنوعة من النحاس بهدف بيعها، والتي ارتفع سعرها بشكل غير مسبوق، لتقوم هذه العصابات بحرمان الأهالي من الكهرباء بغية جني الأموال وتحقيق مصالح خاصة.

"أم هيثم"، تقول: "من أكتر من أسبوع نحنا بلا كهربا وقت سألنا شو العطل قالولنا نسرقت الكبال، هي تاني مرة بينسرقوا الكبلات معد يعرفو يلقطو هالزعران والله نحنا بشر".


حادثة أخرى تم رصدها، فبعد إعلان حكومة الأسد مشروع ترميم بعض المدارس وطلاء جدرانها، وعند الانتهاء من عملية الطلاء، وفي إحدى الأحياء الموالية، مارس بعض من "شبيحة الأسد" هوايتهم في التخريب ليكتبوا على جدرانها، "مبروك الوجه التاني للدهان أسفين"، مع ذكر ألقاب الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل. وليكتب آخر رسالة لعشيقته، "عينك شفتها صدفة وأنا من يومها ضايع"، مطلقاً أسفل الجدار هاشتاغ لـ "أم وديع".


تقول "أم أحمد": "ما بتعرف شو عم يصير بالبلد، كان يقولو الحيطان دفاتر المجانين بس هلأ الحيطان دفاتر الواصلين، وين بدنا نروح بولادنا ليش المشكلة بس بالحيطان عأساس التعليم كويس بالمدارس الحكومية".

"رهف" عبّرت عن استيائها من التصرفات التي لم تعد تطاق فقالت: "بمدارس البنات تلطيش وتشفيط بالسيارات، والحيطان كتبو عليها لأيمت هاد الوضع".


وتصاعدت وتيرة الاستياء في الأحياء الموالية وكَثُرت التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية التي تعاني منها مدينة حمص، حيث تستمر مضايقات الميليشيات للسكان وتؤرقهم حتى في أبسط حقوقهم.

ترك تعليق

التعليق