ضمانات روسية وأجور تصل لـ 75 ألف ليرة.. "فقط عودوا للعمل في خنيفيس"


بعد المعارك التي خاضتها قوات النظام والميلشيات الإيرانية مدعومة من الطيران الروسي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حمص الشرقي، بدأ النظام يجني ثمار تلك المعارك وثمن الأرواح التي أزهقت خلال المعارك في صفوفه، من خلال تشغيل مناجم الفوسفات في قضاء تدمر، في خنيفيس ومنجم الشرقية.

يعد الفوسفات من أبرز الثروات الاستراتيجية في سوريا، فقد بلغ إنتاج سوريا في عام 2010 ما يقارب 3.6 مليون طن سنوياً ليستثمر داخلياً في الشركة العامة للفوسفات، 600 – 700 ألف طن في معمل الأسمدة بحمص لصناعة حمض الفوسفور وسماد التريبل سوبر فوسفات الذي يستخدم محلياً، أما باقي الكميات المنتجة والتي تبلغ 3.2 ملايين طن فيتم تصديرها خارجياً، مما جعل سوريا في المركز الخامس عالمياً في تصدير الفوسفات قبل العام 2011.

توقف منجم خنيفس عن العمل في 21 أيار 2015 بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المنطقة، ليتوقف استثماره بشكل كامل حتى من قبل التنظيم، حتى استطاعت قوات النظام استرجاع المنطقة في كانون الأول 2016، لتبدأ عمليات الصيانة وتأهيل الكسارات والقطار الذي ينقل الفوسفات من خنيفس إلى مرفأ طرطوس.

روسيا المستثمر الوحيد

من الطبيعي أن تكون روسيا هي المستثمر الوحيد في سوريا بعد الخدمات التي قدمتها لنظام الحكم بدمشق، فمنعته من السقوط لتبدأ بفرض شروطها بتوقيع عقد صادق عليه رأس النظام بين المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية في سوريا وشركة STNG Logestic"" التي تتبع لشركة "ستروي ترانس غاز" الروسية. يتضمن العقد تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة للمناجم وتقديم خدمات الحماية والإنتاج والنقل إلى مرفأ التصدير "سلعاتا" بلبنان.

لتكون الشركة الروسية هي الوحيدة التي ستحدد أجور النقل وكمية السيارات التي ستعمل. ويغيب الدور الإيراني بشكل كامل عن كعكة الفوسفات في سوريا في ظل وجود العملاق الروسي.

التأثير على شاحنات النقل

يعد نقل الفوسفات من أبرز الأعمال التي تقوم بها سيارات الشحن في سوريا، فقد أمّنت المناجم فرص عمل لأكثر من 1000 سيارة بشكل دائم، لتقوم بنقل الفوسفات من المناجم في ريف تدمر إلى مرفأ طرطوس ومرفأ "سلعاتا" في لبنان ومعمل السماد.

لكن مع توقف مناجم الفوسفات توقفت السيارات عن العمل مما جعلها عرضة لاستغلال التجار بسبب عدم وجود أي عمل آخر في مناطق سيطرة النظام فتم استغلالهم بشكل كبير.

"هشام - أبو أحمد"، سائق شاحنة من مدينة الرستن، تحدث لـ"اقتصاد": "بعد توقف مناجم الفوسفات عن العمل استغلنا التجار وأصبحت الأجور شبه معدومة بسبب علمهم أن لا وجود لأي عمل في مناطق النظام".

وأضاف: "ما أن يبدأ العمل في منجم الفوسفات سيتغير الحال بالتأكيد، فلن يكون هناك وقت لنقوم بالنقل لحساب التجار، إلا إذا أغرونا بمبالغ كبيرة. فسنستغلهم كما استغلونا".

عودة العمال

تؤمن مناجم الفوسفات فرص عمل كبيرة للسوريين، من عمال الكسارات وعمال الصيانة وعمال التعبئة والسائقين. ومع بداية العمل على صيانة المناجم تم التواصل مع أكثر من 25 عاملاً من عمال الصيانة في ريف حمص الشمالي، ليتم تسوية أوضاعهم خلال ساعات، ويتم نقلهم إلى المناجم للمباشرة بأعمال صيانة الكسارات.

مصدر رفض الكشف عن اسمه، تحدث لـ"اقتصاد": "تواصل معي رئيس ورشة الصيانة في المنجم، وقال لي بأن ألتقي بالعمال الذين أعرفهم لكي نعود للعمل في المنجم، وستتم تسوية أوضاعنا خلال ساعات بضمانات من ضباط روس، وبعد أن التقيت زملائي قررنا بقبول العرض، فنحن بلا عمل منذ توقف المناجم، وتم إغراؤنا بمبالغ مادية وصلت لـ 75 ألف ليرة سورية بالشهر".

ويترقب السائقون في ريف حمص الشمالي أي عروض مشابهة تفضي إلى تسوية أوضاعهم والعودة إلى سوق العمل بعد توقف دام أكثر من  3 سنوات.

ترك تعليق

التعليق