حلب تتعافى اقتصادياً كما يروج النظام؟!،.. أم ماذا؟
- بواسطة مصطفى محمد- خاص - اقتصاد --
- 23 ايلول 2017 --
- 0 تعليقات
ركام لا زال يغطي معالم المنطقة، وأبنية مهجورة بلا أبواب أو نوافذ، هذا هو واقع الحال في منطقة الليرمون الصناعية في حلب، بعد مضي أكثر من عام على سيطرة قوات النظام عليها.
أما على وسائل إعلام النظام، فالمشهد مغاير تماماً لما سبق، حيث تشير الأنباء التي تنقلها هذه الوسائل من صناعة الليرمون المتخصصة بصناعة الغزل والنسيج والألبسة والغذائيات، إلى تعافيها اقتصادياً بعد (سبع عجاف) سنوات الحرب.
ولأن وسائل إعلام النظام اعتادت التهويل نهجاً لها، ضاعفت عدد المعامل التي باشرت عملها في منطقة الليرمون من معمل تطريز واحد ( سمير آشجي) -وفق مصادر مؤكدة- من أصل نحو ألف منشأة سابقاً، إلى خمسة معامل، ولم تقف "سانا" التي نقلت الخبر هنا، بل ذهبت بعيداً لتتحدث عن عودة محتملة لنحو 60 منشأة للعمل والإنتاج خلال الفترة القريبة.
فيما عادت نحو 5 آلاف منشأة للعمل في حلب هذا العام، "بفضل تضحيات الجيش العربي السوري"، والحديث هنا لمحافظ حلب، حسين دياب، على ذمة "سانا".
لا دخان بلا نار
"لا دخان بلا نار"، تلك هي المقولة التي رد بها المهندس والصناعي سعيد نحّاس على سؤالنا، "هل ما يتحدث به إعلام النظام عن تعافي حلب صناعياً، ينطبق على أرض الواقع؟".
يضيف نحاس لـ"اقتصاد": "تشهد حلب عودة خجولة نسبياً للصناعيين"، ومن ثم يتساءل: "لكن هل يستطيع النظام اليوم في ظل بنيته الهشة أن يؤمن البنية التحتية للمصانع حتى تعاود عملها من جديد؟!".
ويمضي في تساؤلاته، "هل الطرق مؤمنة، وهل الكهرباء متوفرة، وهل المواد الخام متوفرة، وماذا عن طرق استيرادها؟!".
وبالبناء على ذلك، يرى نحاس أنه من الأصح الحديث عن "مؤشرات تعافي اقتصادي بدأت بالظهور تباعاً في حلب، مرده إلى افتتاح بعض صناعي وتجار المدينة فروعاً لمصانعهم التي لا زالت تزاول عملها في الساحل السوري، بالإضافة إلى عودة عدد محدود من المستثمرين إلى سوريا بعد أن نقلوا استثماراتهم إلى الدول الإقليمية المجاورة".
أسباب العودة
ومنذ سيطرة النظام على كامل مدينة حلب أواخر العام الماضي، تستقبل المدينة عدداً من الصناعيين والمستثمرين الذين كانوا قد غادروها مع وصول المعارك إلى داخلها في منتصف العام 2012، ومع الوقت شكّل هؤلاء -على قلة عددهم- كتلة إنتاجية لا يستهان بها.
وفتحت عودة هؤلاء، على رغم البيئة غير الصالحة للاستثمار في حلب، باب التساؤلات واسعاً عن الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك.
وفي إجابته على هذا السؤال، يقول أحد صناعيي حلب، هناك جملة من الأسباب التي تدفع بالصناعيين إلى العودة، من أبرزها البحث عن الربح المضاعف، وموضحاً ذلك، يقول الصناعي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "العمل في هذه الظروف شديد الربحية بسبب غياب التنافسية أو ضعفها على أقل تقدير".
وأضاف، "وعلى المقلب الآخر، يدفع حب الفوضى ببعض الصناعيين إلى العودة لمدينة حلب، تاركين خلف ظهورهم بيئات استثمارية آمنة في تركيا أو الأردن أوغيرها".
ويتابع الصناعي، "اليوم في سوريا عموماً وفي حلب تحديداً لدينا حالة مجتمعية موجودة، تجعل من يمتلك النقود زعيماً وشبيحاً"، مضيفاً، "شاهدت بأم عيني بعض الصناعيين وهم يشتكون من حالة القانون السائدة في تركيا على سبيل المثال".
ويختتم، "والأهم من كل ذلك هو حب حلب من قبل أبنائها، دون النظر إلى الظروف الأمنية المتردية".
التعليق