مستغلةً المجتمع المحافظ.. سيدة إدلبية تستثمر في تجارة الألبسة داخل منزلها السكني
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 22 ايلول 2017 --
- 0 تعليقات
أحياناً يستغل المتميزون بعض الظروف المجتمعية ليحققوا عملاً استثمارياً ناجحاً. ومن هنا بدأت قصة نجاح كانت بطلتها سيدة ثلاثينية من سكان الريف الإدلبي، شمالي سوريا.
تمكنت "أم ربيع" (اسم مستعار)، على مدى ثلاث سنوات، من الحصول على أرباح كبيرة من تجارتها بالألبسة داخل بيتها المتواضع، مستغلة طبيعة المجتمع المحافظ في منطقتها، إذ يندر ذهاب النساء إلى الأسواق والمحلات التجارية التي يديرها الرجال.
عشرات السيدات يزرن "أم ربيع" كل يوم ليشترين من البضاعة المتنوعة المصفوفة في غرفة مخصصة للبيع داخل البيت. وتقول هذه التاجرة الماهرة إن تجارتها بدأت في ظل الثورة حيث كانت تشتري البضاعة من أسواق حلب لتبيعها بأسعار جيدة لنساء المنطقة.
"يومياً تزورني عشرات الزبونات. إنهن لا يشعرن بالراحة إلا في منزلي"، تتحدث "أم ربيع" لـ "اقتصاد".
يتكون المنزل - المتجر الذي تديره أم ربيع - من ثلاث غرف، حيث شكلت الغرفة المطلة على الشارع بباب خارجي كل مشروعها التجاري. "لم أنفق ليرة واحدة على شراء أو استئجار محل تجاري، فكرة كون المتجر في بيتي كانت ناجحة جداً".
تبيع "أم ربيع" جميع ما تحتاجه النساء والأطفال وحتى الرجال. هنا تجد الألبسة بمختلف الموديلات والقياسات، بينما تتموضع أدوات المكياج والزينة على أحد الرفوف المخصصة لهذا النوع من البضائع. في زاوية الغرفة توجد رفوف تحمل الأحذية بمختلف القياسات.
"عندما دُمرت حلب واحتلها النظام لجأت إلى التسوق من أسواق المدن الكبيرة في محافظة إدلب مثل إدلب المدينة وسراقب وأريحا وسرمدا"، تتحدث "أم ربيع" عن مصادر البضاعة التي تبيعها في متجرها.
وتتابع: "أسواق حلب تعتبر الأكبر لكن عدم تمكني من التبضع منها في ظل الظروف الحالية لم يؤثر سلباً على تجارتي. هنا في إدلب يوجد كل ما تحتاجه زبوناتي وأطفالهن وإن كانت الموديلات أقل مما كانت عليه أيام حلب".
ما يميز "أم ربيع" هو عدم كونها معتقلة أو أرملة لتشبه نساء أخريات قادتهم الظروف القاسية للعمل؛ بل تقدم هذه السيدة الإدلبية نموذجاً مغايراً تماماً، حيث قادها الطموح إلى النجاح، واستغلال الفرص لكسب المزيد من الأرباح.
التعليق