في "جوزف" بإدلب.. المياه تقتل الأطفال


في قرى جبل الزاوية التابع لمحافظة إدلب، وبقرية "جوزف" على وجه التحديد، فارق ثلاثة أطفال على الأقل، الحياة، في الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك نتيجة لإصابتهم بسوء تغذية حاد، مختلط بإسهالات.

وتشير مصادر طبية إلى أن تلوث المياه هو السبب الرئيسي للمرض؛ حيث تنتقل عبره جراثيم ضارة تسبب إسهالات شديدة تستمر لأشهر تؤدي لفقدان الطفل للعناصر الغذائية في جسمه، مما يسبب بسوء تغذية حاد.


الناشط الإعلامي "حسان الحسن" من قرية جوزف، تحدث لـ "اقتصاد" عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها 11 ألف مدني يقطنون القرية قائلاً: "دفع انقطاع المياه عن القرية؛ وغلاء الصهاريج، الناس للعودة إلى الآبار القديمة واستخدامها في جميع الحاجيات اليومية كالشرب والغسيل والطبخ".

وأضاف: "المياه ملوثة بشكل كبير، وأدت لانتشار الأمراض بين الأطفال والبالغين أيضاً".

ولفت محدثنا إلى أن القرية تفتقر للعناية اللازمة، ولا يوجد فيها مركز طبي، باستثناء الفرق الجوالة لفريق الهلال القطري.

"حسن القسوم"، طبيب الأطفال في الهلال القطري، أوضح لـ "اقتصاد" أن فرق الصحة المجتمعية قامت بالاستجابة المباشرة لمنطقة الحدث، و تم توجيه 19 فريق صحة مجتمعية من 3 مراكز طبية، وتحريك عيادة متنقلة متخصصة بالرعاية المتكاملة لأمراض الطفولة IMCI، إلى القرية.

وقال إن الفريق عمل على إجراء مسح حالات سوء التغذية الحاد، لجميع أطفال القرية، من عمر 6 أشهر حتى 5 سنوات، إضافة للنساء الحوامل والمرضعات.

وبحسب "القسوم" فإن التقارير الدورية للعيادة المتنقلة تشير إلى انخفاض عدد الأطفال المصابين بالإسهال من أكثر من 200 طفل إلى 11 طفلاً، كما تشير البيانات إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بسوء التغذية الحاد من 53 إصابة إلى 10 إصابات يتم علاجهم حالياً.

ولكن لأهالي القرية رأي آخر، فإن قلة العناية والمتابعة الطبية لا زالت تسهم في انتشار المرض، "وحالات الإصابة بالمرض لم تتوقف بعد، والمياه مازالت ملوثة؛ ولن تعقمها 100 حبة معقم قدمها الهلال"، بحسب ما أوضح "حسان الحسن".

وجاء بالتقرير الإحصائي الصادر عن فريق الهلال القطري والذي اطلع "اقتصاد" على نسخة منه، أن عدد المراجعات الكلي للأطفال المصابين بالإسهال وسوء التغذية تجاوز 250 حالة تقريباً، بإلاضافة إلى أن هناك 31 حالة سوء تغذية حاد عند الحوامل والمرضعات.

ترك تعليق

التعليق