النظام يخاطر بأحد أبرز موردي اللحوم الحمراء إلى دمشق.. لغايات سياسية
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 20 ايلول 2017 --
- 0 تعليقات
تصاعدت أزمة تأمين أعلاف المواشي في مدينة الرحيبة الواقعة على مسافة 50 كيلو متراً، إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق، وسط مناشدات أطلقها المربون بضرورة الإسراع بتزويدهم بالأعلاف، لكون الرحيبة تعدّ أحد أبرز مزودي دمشق باللحوم الحمراء، فضلاً عن أنها تعتبر من أكبر مراكز تسمين المواشي في سوريا.
في السياق ذاته، قال "محمد شكري"، وهو أحد مربي الماشية في مدينة الرحيبة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إن نتائج كارثية محتملة ستحل بغالبية المربين من أبناء المدينة، في حال استمر قرار تخفيض دخول الأعلاف لأسابيع أخرى، الأمر الذي يهدد رؤوس الآلاف من المواشي بالموت، خصوصاً وأن المادة غير متوفرة محلياً من جهة، وانعدام المراعي الطبيعية في المنطقة من جهةٍ أخرى.
وأضاف أنه يوجد في مدينة الرحيبة لوحدها ما يزيد عن 250 ألف رأس من الخراف، تحتاج إلى ما يزيد عن 300 طن يومياً من الأعلاف، مبيناً أن قوات النظام لا تسمح في الوقت الراهن بدخول سوى شاحنة واحدة من العلف المخصص لتسمين الخراف، كل يومين، تُقدّر حمولتها بـ50 طن تقريباً.
وأشار إلى أن معظم الخراف المتواجدة في أحواش الرحيبة تتمتع بأوزان كبيرة نسبياً، ويستهلك كل رأس منها بين 2-3 كيلو غرام من العلف يومياً، كما أن غالبية المربين لم يتمكنوا من بيع خرافهم في الفترة الماضية بسبب تضييق النظام على حركة خروج الخراف المُعَلفة إلى الأسواق المحلية الأخرى.
بدوره أوضح "جميل عياش" تاجر ماشية، أن النظام اتخذ بالفترة الأخيرة قراراتٍ صارمة تحدُّ من عمليات بيع المواشي خارج منطقة القلمون الشرقي، إذ لا يسمح سوى لحوالي 150 رأساً منها، بالخروج إلى أسواق العاصمة "دمشق"، يومياً، بينما لا بدّ من بيع ما لا يقل عن 1500 رأس خروف، حتى يتمكن المربون من دفع تكاليف التربية للوجبات الماضية.
حول الأضرار الناجمة عن هذه الاجراءات، نوّه "عياش" في حديثه مع "اقتصاد" إلى أن النظام لا يسمح للتجار كذلك بإدخال الخراف الخام القادمة من دير الزور والبادية وريف حمص إلى المنطقة، ما تسبب بتضرر العشرات من المربين الذين يعتمدون على تربية الخراف وتسمينها كمصدر رزقٍ وحيد لتأمين احتياجاتهم المعيشية، في أحواشٍ أقاموها خصيصاً لهذا الغرض على أطراف المدن ولا سيما في الرحيبة، ودفع ذلك بهم إلى تقاسم ما يملكونه في مخازنهم من أعلاف فيما بينهم، هذا إن وجدت أصلاً.
وحذّر "عياش" من تدهور قطاع الثروة الحيوانية، ونبّه أيضاً إلى أن أعداداً كبيرة من الأغنام التي كانت على وشك طرحها للبيع في الأسواق، إضافةً إلى الأبقار، أخذت أوزانها بالتناقص عمّا كانت عليه أوزانها سابقاً، ووصل بعضها إلى نحو (10 كغ)، وذلك على خلفية تخفيض النظام للأعلاف المقدمة للمربين.
يقدّر عدد المواشي في مدينة الرحيبة بحوالي300 ألف رأس من الأغنام والأبقار، و500 ألف من الدواجن تحتاج جميعها إلى 600 طن من الأعلاف يومياً، في حين أن أسعار المواشي انخفضت بمعدّل 170 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، في أسواق المدينة بسبب شح الأعلاف، وصعوبة تأمينها من قبل المربين، منذ ما يزيد عن 15 يوماً.
وصعّدت قوات النظام المحيطة بالمداخل الرئيسية لمنطقة القلمون الشرقي، في الآونة الأخيرة، من سياستها الرامية إلى التضييق على حياة المدنيين في المنطقة، حيث قامت مع حلول عيد الأضحى الماضي، بإجراءات تعسفية حدّت من خلالها، من دخول المواد والسلع الغذائية والخضار، والمحروقات بكمياتها المعتادة، إلى المنطقة.
تندرج محاولات النظام في اتباعه لسياسة الحصار والتضييق على مدن وبلدات القلمون الشرقي (الرحيبة، جيرود، الناصرية) في إطار سياسته الرامية لإجبار أهالي المنطقة وفصائلها المقاومة على حدٍ سواء، على توقيع اتفاقية (مصالحة وطنية) مع النظام، تكون بديلاً عن اتفاق وقف إطلاق النار المُوقّع قبل نحو أسبوعين مع الجانب الروسي.
التعليق