تعرّف عليها.. تجارب ناجحة للتعليم الخاص في إدلب


لا يخلو الأمر في المناطق المحررة شمالي سوريا من تجارب ناجحة في التعليم الخاص، حيث تتناثر روضات الأطفال وبعض المدارس الخاصة هنا أو هناك، والهدف دائماً: خلق نموذج تربوي وتعليمي لجيل أفسدته الحرب.

ويسعى أصحاب هذه المدارس لتهيئة ظروف مريحة لطلابهم، بينما حققت مدارسهم نتائج إيجابية على الصعيد التعليمي والتربوي، كما يقول المسؤولون عنها.


في بلدة النيرب بالريف الإدلبي، أطلق السيد "مالك الحاج علي"، روضة أطفال خاصة. ومع أن المشروع يعتبر صغيراً لكن فرصه لتحقيق نجاح أكبر لاتزال موجودة.

تتألف روضة السيد مالك من غرفتين تضمان مقاعد الدراسة، وباحة للألعاب، ويعمل لديه 5 معلمات براتب 20 ألف شهرياً لكل معلمة.


لا تتجاوز قيمة القسط الشهري الذي يتقاضاه مالك من طلابه 2000 ليرة. ويقول مالك لـ"اقتصاد"، إن هذا المبلغ لا يكاد يكفي مصاريف المدرسة من قرطاسية ونقل وأجور مدرسات، ومع ذلك، "أجد صعوبة في تحصيل الأقساط الشهرية من الأهالي"، حسبما يقول مالك لـ "اقتصاد".

"الوضع المعيشي صعب جداً في المناطق المحررة. يعتبر القسط الشهري بسيطاً للغاية، لكن هناك من لا يستطيع حتى دفع مثل هذا المبلغ!!".


متحمس للنجاح

أنشأ السيد "عبد الباسط حبلص" مدرسة (جيل المستقبل الخاصة)، في بلدة حزانو بريف إدلب، حيث يتوافد إليها الطلاب من مناطق قريبة وبعيدة عن البلدة، كونها المدرسة الخاصة الوحيدة في المنطقة.

يقدم حبلص خدمات النقل لجميع طلابه الذين يتوافدون من الأتارب وباتبو وكللي وكفتين ومعارة وشللخ ورام حمدان وزردنا.

بدا حبلص شديد الحماسة وهو يقيّم تجربته في التعليم الخاص لـ"اقتصاد"، "كمؤسس ومدير لهذه المدرسة أعتبر أن هذه التجرية ناجحة جداً.. نجاح أي مدرسة خاصة يكون بما تنتجه.. ما نقدمه لأبنائنا من الدعم المعنوي والنفسي والراحة جعل الإقبال عليها كبيراً جداً".


تتقاضى المدرسة من طلابها رسوماً سنوية بمعدل 100 دولار لمرحلة الروضة، 200 دولار للمرحلة الابتدائية، 300 دولار للمرحلة المتوسطة، 400 دولار للمرحلة الثانوية.

يضاف إلى هذه الأقساط رسم تسجيل سنوي بمعدل 50 دولار للطلاب داخل البلدة و75 للمناطق البعيدة، ويُستخدم من أجل تأمين اللباس والكتب والقرطاسية ووسائل النقل لطلاب المدرسة.

يقول مدير المدرسة: "إذا قارنا هذه المبالغ بالسابق تعتبر هذه المبالغ قليلة جداً. هذه المبالغ جزء بسيط جداً مما كان يدفع للمدارس الخاصة. سابقاً قبل الثورة أقل مدرسة خاصة كانت تأخذ مقدار 1000 دولار شهرياً".


ويتابع: "الكثير من الأهالي يستثقل مثل هذه الرسوم بسبب ظروف الحياة الصعبة إلا أن من يريد أن يقدم لأبنائه نموذجاً مميزاً من التعليم يقتطع من قوته اليومي ليقدم لأبنائه".

لا توجد مصاعب كبيرة في تحصيل الأقساط السنوية من الأهالي في أغلب الأحيان، إلا أن تكلفة الإنفاق على المدرسة كبيرة جداً.

يتقاضى المدرس في مدرسة جيل المستقبل، 100 دولار للمرحلة الابتدائية، و 150 دولار للمرحلة المتوسطة، و 200 دولار للمرحلة الثانوية.


ترخيص

يعتبر الترخيص مهماً جداً لأنه يعطي صفة شرعية للمدرسة حتى تصبح للمدرسة شهادة بعترف بها.

عندما قرر مالك الحاج علي افتتاح روضته، قسم التعليم الخاص، راجع مديرية التربية الحرة، وبعد عملية الكشف على الروضة من قبل المعنيين، أُعطي رخصة لافتتاحها.


مدرسة (جيل المستقبل) حصلت على ترخيص شفهي في السنة الأولى من مديرية التربية الحرة. وبعد العمل الدؤوب تمكن مديرها من الحصول على ترخيص للمدرسة.

بالنسبة للرسوم التي تتقاضاها مديرية التربية من المدارس الخاصة، يوضح حبلص أنه خلال السنوات الماضية لم يدفع رسوماً مالية لمديرية التربية. وأشار حبلص بالقول: "أعتقد أنهم فرضوا هذه السنة رسوماً على المدارس الخاصة".


ترك تعليق

التعليق