مبالغ خيالية وعمليات نصب مربحة.. دهاليز مهنة "السحر" في سوريا


يُعتبر العمل بالسحر من الأمور السرية داخل المجتمع السوري، ومع التقصي والبحث بات من الواضح حجم الانغماس الكبير للمجتمع، وخصوصاً السيدات، في هذا العمل المشين سيء السمعة والصيت.

قصص وحكايات بالعشرات جرت ولا تزال، داخل الدهاليز المعتمة للمجتمع السوري، أبطالها مشعوذون ماهرون اختبؤوا خلف ستار الدين، وسيدات جاهلات أو متعلمات؛ إذ لا فرق بين الشريحتين في أغلب الأحيان.

خلال الأسابيع الماضية شغلت إحدى قصص السحر العجيبة حيزاً كبيراً من أحاديث سكان العاصمة، بسبب هول الفاجعة التي سببتها عقول بعض السيدات الغائبة تماماً عن الوعي والتفكير المنطقي.

دأب المشعوذ (س) على استقبال عشرات النساء في بيته الكائن في جرمانا بدمشق، حيث يقدم لهن خدماته العديدة من كتابة حجابات وعمل سحر، إضافة لفكه، وصولاً إلى تكبيس الممسوسين والمصابين بالعين.

وتبدت حقيقة هذا المشعوذ عشية القبض عليه، حيث تبين أنه يمارس الفاحشة مع زبوناته بحجة أن الزبونة (معمولها عمل)، ولا يذهب هذا المس إلا بكتابة الحجاب والتعويذات على المناطق المحرمة لديهن.

عادة ما تلجأ النساء إلى السحر بغية تحقيق شغف زوجها بها، أو محاولة لإيقاع أحد الرجال في حبها، كما يعتبر التفريق بين الزوجين من أهم ما تسعى إليه معظم زبونات السحرة والمشعوذين المنتشرين بكثرة في المحافظات السورية.

مع أنها لم تتجاوز العشرين من عمرها، وتعتبر حديثة الزواج، انتابت (ن) مشاعر الكراهية والبغض تجاه زوجها، الشاب الوسيم.

تفاصيل كثيرة بدأت بالظهور كمجموعة من العقبات أمام الزوجين، منها تمنع الزوجة عن الفراش، ومحاولتها الابتعاد عن زوجها بكثرة الزيارات إلى بيت أهلها، دون معرفة سبب واضح لهذه المشكلة.

يتحدث الزوج الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، نظراً لحساسية الموضوع، "علمت بعد مدة طويلة أن زوجتي تعرضت للسحر. سألت عن الموضوع فذهبت إلى أحد مشايخ الرقية الشرعية الذي زودني بأدعية وأوراد من القرآن طالباً تلاوتها في البيت".

يتابع الزوج لـ "اقتصاد": "يبدو أن إحدى معارف زوجتي دخلها الحسد من علاقتنا الممتازة، فلجأت إلى أحد شيوخ الشعوذة".

مبالغ كبيرة تدفعها الزبونات لإجراء العمليات المتنوعة للسحر. مصدر خاص طلب عدم نشر اسمه قال لـ "اقتصاد"، إن تكلفة كتابة حجاب للعين أو الرزق تتراوح بين 3 إلى 6 آلاف ليرة سورية.

وقال المصدر إن الكشف عن العين أو السحر يكلف من 3 إلى 9 آلاف ليرة. بينما يربح المشعوذ مبالغ طائلة من عمليات إجراء السحر وفكه، حيث يتراوح المبلغ لكل عملية بين 60 إلى 70 ألف ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق