بعد أربع سنوات، رأت بيتها لدقائق.. لتفارق بعدها الحياة


أصرت السيدة الخمسينية (م. ر)، من أهالي مدينة داريا، على زيارة بيتها الواقع شرقي المدينة، بعد أن سمحت قوات النظام بدخول المنطقة منذ أشهر قليلة.

وبعد قرار التجهير الذي حمل مقاتلي داريا إلى الشمال السوري، بدأت بلدية داريا أو ما يعرف بالمكتب التنفيذي، بمحاولة تأهيل المدينة بدعم من حكومة النظام.

(م. ر) كانت قد تركت منزلها منذ الحملة العسكرية على داريا نهاية 2012، ليستقر بها الحال وعائلتها في العاصمة دمشق.

جيران السيدة

أربع سنوات قضتها السيدة (م. ر)، عانت وأسرتها "الأمرّين" في قبو سكني، قسمت جنباته بستائر قماشية، ليأوي عشرات العوائل المُهجّرة من مناطق مختلفة.

ويروي جيران السيدة لـ "اقتصاد" عنها، أنها كانت جلدة صبورة، تواسي نفسها بأمل العودة إلى بيتها، الذي أفنت وزوجها، حياتهما، في تشيده، ليصبح أشبه بقصر صغير، قبل أن يغادراه مرغمين، بأشهر قليلة.

تنقل إحدى جيران السيدة عن زوجها كلامه قائلة: "بعد أن سُمح لسكان المنطقة الشرقية في داريا، بالدخول، أصرت زوجتي على الدخول لترى بيتنا، وهي تراهن على أنه بإمكاننا تنظيفه والسكن فيه".

وبعد أن أُخبر الزوج بأن المنطقة التي يقع فيها المنزل، لم تشهد اشتباكات، وكانت تحت سيطرة النظام منذ بداية المعركة، وبالتالي لم تتعرض للقصف. قرر الدخول لبيته برفقة زوجته.

دخلا البيت

اصطحب الزوج زوجته بحسب جيرانهما، ودخلا إلى المدينة عبر حاجز لقوات النظام، وعندما لاح لهما باب المنزل، اتجها مسرعين نحوه، كالظمآن الذي وجد الماء بعد طول غياب.

وكان بانتظارهما بقايا بيت، قد جُرّد من كل شيء.. الأسلاك الكهربائية، الأبواب، والشبابيك، حتى البلاط تم خلعه وسرقته، مع جميع محتويات المنزل.

دقائق قليلة سادها الصمت، وقفت السيدة داخل بيتها، لتقع بعدها دون حراك، ونُقلت على إثر الحادث إلى المشفى، وبعد الفحوصات، تبين أنها أُصيبت بجلطة من هول الصدمة.

بقيت (م. ر) عشرين يوماً في المشفى، تحت العناية المركزة، لتفارق الحياة بعدها، تاركة زوجها وابنها المعاق، وطفلتها الصغيرة.

ترك تعليق

التعليق