"الفيل يستحم.. طش طش"، تثير غضب الموالين.. وطبيب بيطري يتولى المناهج


بدأ الأمر بنشر نشيد "الفيل يستحم.. طش طش"، من كتاب القراءة للصف الثاني الابتدائي في سوريا. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. فقد أعلن محامٍ في حمص، عن رفع دعوى قضائية ضد وزير التربية بحكومة النظام، يتهمه فيها بـ "النيل من هيبة الدولة وإضعاف الثقة بوزاراتها وبث الفكر الهادم".

وفي التفاصيل، بدأت القصة حينما تداول نشطاء مقتطفات من محتويات المناهج التربوية الجديدة، مع بدء العام الدراسي، والتي احتوت على أناشيد شعبية، اعتبرها الكثيرون تهديماً تربوياً لجيلٍ برمته.

ومن أبرز المقتطفات التي أثارت غضب الكثيرين، حتى من أنصار النظام، نشيد في كتاب القراءة للصف الثاني الابتدائي، فيما يلي نصه:

"الفيلُ يستحمُّ

طش طش.. انهمرَ الماءُ.. حلت ضوضاءُ

إش إش.. قال المحار.. الجبلُ انهار.

النورسُ قال.. يبدو زلزال.

هربَ التمساح.. من دونِ صِياح

لكنَّ الطيْر.. صفَّقَ للخير

فابتسمَ الفيل.. والنهر يسيل

قد جئتُكَ ضيف.. منْ حرِّ الصَّيف".

وتسبب النشيد المذكور ومقتطفات أخرى من المناهج المدرسية الجديدة، بضجة كبيرة في وسائل التواصل، لتنسحب على أرض الواقع، حيث قرر المحامي، "ياسر أحمد الخضر"، في مدينة حمص، رفع دعوى قضائية ضد وزير التربية والكادر المحيط به، المسؤول عن وضع المناهج المدرسية الجديدة.

وطالب المحامي في دعواه القضائية، بتعويض الدولة والشعب، ثمن طباعة الكتب، وإعلان قرار يقضي بإلغائها ووضع منهاج جديد يطور العملية التعليمية.

وأرفق المحامي دعواه بصورة للنشيد المذكور من كتاب الصف الثاني، معلقاً بسخرية، "أرجو ممن يعرف شرح وإعراب [إش-طش] يخبرنا لعلنا لم نصل إلى هذه الدرجة من الثقافة لدراسة فكر الطفل وتنشئته".

وتفاعل الاستياء أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي، حينما شاع بأن المدير المسؤول عن المركز الوطني لتطوير المناهج، والذي تم تعيينه مؤخراً، ويبدو أنه مسؤول عن النسخة الأخيرة من المناهج، يحمل بالأساس، شهادة "طب بيطري"، الأمر الذي أثار الكثير من السخرية والاستنكار.

وتحدث نشطاء عن فساد يقف وراء تعيين مسؤولين جدد. لكن، لم تخلو وسائل التواصل من مدافعين عن نهج النظام، منهم من أشار إلى أن المدير المذكور، وهو "دارم الطباع"، يحمل دكتوراه بالصحة العامة وخريج ألمانيا، ويتكلم 3 لغات، وكان استشارياً في منظمة الصحة العالمية، وهو من أرقى الأساتذة الجامعيين، حسب وصف المدافعين عنه.

لكن هؤلاء، لم يجيبوا من سألهم، كيف يتم تعيين دكتور في الصحة العامة، مسؤولاً عن إعداد مناهج تعليمية وتربوية؟!، ولماذا لم يتم تكليف هذه المهمة لمتخصصين في مجال علم النفس والتربية وتقنيات التعليم؟!

وأياً كان السرّ وراء تكليف طبيب بيطري بإدارة ووضع المناهج التعليمية في سوريا، أكان الفساد، أم الواسطة، أم "الغباء" الإداري، يبقى أن النتيجة واحدة، وهي أن أطفالنا في سوريا، باتوا بين سندان خسارة فرص التعليم بسبب ظروف الحرب، وبين مطرقة المناهج البائسة التي يضعها مسؤولون غير متخصصين.


ترك تعليق

التعليق