"زهرة النيل" تقض مضاجع المزارعين على ضفاف العاصي


يعاني المزارعون ممن يمتلك أراضٍ على ضفاف نهر العاصي، بريف إدلب، بدءاً من مدينة دركوش وحتى جسر الشغور، من عشبة ضارة تتسبب بتلوث المياه وتراجع المحاصيل الزراعية، كما تؤثر سلباً على الثروة السمكية، حيث تمنع وصول ضوء الشمس إلى عمق النهر.

عشبة ﺍﻟﻨﻴﻞ أو ما يعرف بـ "زهرة النيل"، تنمو بكثافة ﻓﻲ مجرى نهر العاصي، بشكل متسارع، وتستهلك الكثير من المياه والعناصر الغذائية، وتعد من أخطر أنواع النباتات المائية المؤثرة على الموارد المائية.

وبحسب أبناء المنطقة فإن إزالة العشبة تتطلب النزول إلى الماء وقلعها، ورميها خارج النهر، وهي الطريقة الوحيدة لمكافحتها.

"مصعب السقاطي"، من أبناء قرية الحمامة جارة العاصي، قال لـ "اقتصاد": "محاولات متكررة بذلها أبناء القرى المحيطة للنهر لإزالة العشبة، ولكن سرعة نموها وكثافتها حالت دون اختفائها".

وتابع "السقاطي": "يعود السبب الرئيسي في ظهور النبتة من جديد، إلى عدم إزالتها من منابع المياه في السدود التي تقع تحت سيطرة النظام، وعدم تنظيف المنابع من تلك النبتة، كما هو الحال في سد الرستن وقطينة والمستنقعات المائية الضخمة في ريف حماة. فأثناء تدفق المياه تنتشر بذور الزهرة في النهر، وبالتالي تنمو مجدداً".

تستهلك النبتة الواحدة من "زهرة النيل" من ثلاثة إلى ستة ليترات من الماء يومياً، وتنتشر في مجاري المياه، ما يعيق حركة المياه باتجاه الأراضي الزراعية.

وفي نفس السياق، تحدث الأستاذ "عبد الله أبو عروة" رئيس المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور، عن دور المجلس في مكافحة النبتة، حيث أوضح: "قام المجلس بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة شفق للعمل على إزالة الزهرة من العاصي من منطقة عين العصافير وحتى حمامات الشيخ عيسى".

وقال رئيس المجلس: "تم تكليف 360 عاملاً للقيام بمهمة تنظيف النهر وقلع النبتة، ولكن بسبب تراخي المنظمة وعدم توفر القوارب وبعض المعدات كالحبال والألبسة الخاصة، لم يتم البدء بالعمل".

مشيراً إلى أنه تم تدارك الأمر، وسيبدأ العمل خلال الأسبوع المقبل ضمن الإمكانيات المتاحة.

وتواجه عملية مكافحة الزهرة الكثير من الصعوبات أبرزها ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ التي تنتشر فيها الزهرة، وعدم الاستمرار بعملية المكافحة، لاسيما أن الزهرة سريعة التكاثر وتكون ﺫﺭﻭﺓ نموها في الأشهر ذات الحرارة العالية، مما يجعل عملية المكافحة غير المستدامة، بلا جدوى.

ترك تعليق

التعليق