مخاطر الاعتقال أو عشرات آلاف الليرات.. لتسجيل طلاب الأول الابتدائي في درعا


عام دراسي جديد يحل على أهالي المناطق المحررة، والحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا منذ سبع سنوات، مازالت قائمة بتداعياتها وظروفها وهمومها ومعاناتها، التي أنهكت كل شيء في بلد فقد المواطن فيه كل ما يملك، حتى بات غير قادر على  تأمين أدنى مقومات معيشته.  

ويشير الناشط أبو قيس الحوراني إلى أن "المواطن الذي خرج للتو من ضغط نفقات عيد الأضحى، ولو بأقلها، يواجه نفقات كبيرة مستحقة  خلال هذا الشهر، الذي يتزامن فيه تحضير المؤونة الشتوية، مع افتتاح المدارس. ومن الصعب إغفال أحدهما".

ولفت إلى أن "هذه الاستحقاقات وإن كانت عامة في مناطق سيطرة النظام والمناطق المحررة، إلا أن هناك مشكلة جديدة، برزت في المناطق المحررة خلال العام الدراسي الجديد، وهي أن جيلاً من الأطفال ممن هم في سن الدراسة، لن يتمكنوا من التسجيل النظامي في الصف الأول الابتدائي في المدارس التي مازالت كلها تتبع للنظام".

وقال إن "تسجيل المواليد الجدد في دوائر سيطرة  النظام بالنسبة لسكان المناطق المحررة، يحتاج إلى ذهاب أولياء أمور المواليد، بشكل شخصي، إلى تلك المناطق، لإتمام معاملاتهم، وهذا الأمر من الصعوبة بمكان، بسبب الملاحقات الأمنية التي يتعرضون لها"، لافتاً إلى أن توكيل محام أو وسيط لإتمام ذلك، يحتاج إلى مبالغ كبيرة، تصل إلى عشرات الآلاف من الليرات السورية، كرشاوى وأتاوات لأزلام النظام، وهو ما يعجز عنه غالبية المواطنين لضيق ذات اليد.

من جهته، أكد أبو سهيل، 48 عاماً، موظف وأب لأربعة أطفال، أن "الوضع الاقتصادي لمعظم الناس سيء جداً"، مبيناً أنه لم يتمكن هذا العام من شراء قرطاسية لأولاده، واكتفى فقط بالأقلام والدفاتر، أما بالنسبة للألبسة والحقائب، فلا مجال لشرائها رغم حاجة أبنائه لها.

وأشار إلى أنه لا يملك أي مبلغ لشراء ولو بعض القرطاسية المطلوبة، وإنه لو استدان فلن يستطيع السداد، لأن راتبه البالغ 47 ألف ليرة سورية بالكاد يكفي للضروريات.

وقال: "ننتظر المنظمات والجمعيات الإنسانية، لربما تستطيع أن تقدم لنا شيئاً هذا العام"، موضحاً أنه في السنوات السابقة كان قد تلقى مساعدات قدمتها بعض المنظمات شملت قرطاسية وملابس وحقائب، وبعض المستلزمات، ما خفف قليلاً عن كاهل المواطنين.

فيما أكد أبو نضال، وهو عسكري منشق، أن "الطالب يحتاج ما بين 10 آلاف و 12 ألف ليرة سورية على الأقل، ثمن مستلزمات مدرسية"، مؤكداً أن وجود طفلين أو ثلاثة في الأسرة، يحتاج إلى موازنة خاصة، وهو أمر تعجز عن تلبيته معظم الأسر، بما فيها تلك التي تتلقى مساعدات من خارج البلاد. 

وحول الإقبال على شراء القرطاسية ومستلزمات العملية التربوية، قال أبو عماد، وهو صاحب مكتبة في ريف درعا، إن الإقبال على شراء القرطاسية ضعيف جداً بسبب عدم توفر السيولة المالية مع الناس، الذين لم يفيقوا بعد من ضربة نفقات عيد الأضحى.

وأضاف أن الأسعار هذا العام مرتفعة مقارنة مع العام الماضي رغم أن البضائع هي ذاتها التي كانت في العام الماضي وهي تباع  حسب الجودة والنوعية، والخيارات جميعها متوفرة.

 وأشار إلى أن سعر دزينة أقلام الرصاص/12/ قلم يتراوح ما بين 200 و 700 ليرة سورية، ودزينة أقلام الحبر الناشف تتراوح ما بين 600 و 1500 ليرة سورية، أما سعر الحقيبة المدرسية فيتراوح ما بين 2000 و 5000 ليرة سورية، في حين تبلغ أسعار الدفاتر ما بين 100 و 600 ليرة سورية، والبدلة المدرسية للسابع والتاسع ما بين 2000 و 3000 ليرة سورية، أما الحذاء المدرسي فيتجاوز الـ 3000 ليرة سورية.

ولفت إلى أن "الكثير من المدارس في المناطق المحررة، تنظر بالوضع الاقتصادي للأهالي، ولا تلزم الطلاب بالأزياء المدرسية، وتترك ذلك لإمكانياتهم حتى في المدارس التابعة للنظام".

يشار إلى أن العام الدراسي الجديد، كان قد بدأ في السادس من الشهر الجاري، وأنه في الوقت الذي كانت تحتفل فيه مناطق النظام في محافظة درعا بالعام الدراسي الجديد، وبحضور روسي لافت، رُفعت خلاله أعلام روسيا وصور الرئيس فلاديمير بوتين، كان أهالي المناطق المحررة، التي دمرها الطيران الروسي في درعا البلد ومخيم اليرموك وطريق السد، يبحثون عن بعض القاعات الصفية الصالحة بين الركام، علهم يجدون فيها مأوى لتدريس أطفالهم.

ترك تعليق

التعليق