استثمارات ناجحة لسيدات سوريات تنقذهم من حياة كارثية عقب اعتقال المعيل


ولدت ظروف الحرب الدائرة في سوريا حياة بائسة للنساء السوريات ممن فقدن أزواجهن نتيجة القتل أو الاعتقال لكن العديد من هؤلاء النسوة تمكن من تحقيق نجاحات ملموسة على الصعيد المالي.

وتفيد إحصائيات صحفية عن تخطي عدد الأرامل في سوريا بسبب الحرب عتبة المليون امرأة ما يجعل حياة الآلاف من النساء أشبه بالكارثية كون الزوج هو المعيل الأول وربما الوحيد في أغلب الأحيان.

تستثمر مشتلاً!!

تعيش السيدة "سعاد" في العاصمة دمشق حيث انتقلت إليها مسؤولية إعالة 3 أبناء بعد اعتقال زوجها في 2012.

قالت سعاد لـ "اقتصاد": "بعد اعتقال زوجي أيقنت أني مقبلة على كارثة".

لكن الجهد الكبير الذي بذلته سعاد عقب تلك الحادثة أدى إلى نجاح ملحوظ حماها وأطفالها من العوز ومد اليد لسؤال الناس.

"عملت على مشروع زراعي بسيط بما أن زوجي كان مزارعاً. بدأت بزرع البذار في أكياس صغيرة لبيعها كغراس صغيرة للفلاحين".

اليوم توسع مشروع سعاد ليصبح مشتلاً يقدم أنواعاً كثيرة ومتنوعة من الغراس ما حقق لها مردوداً مادياً أفضل وحياة أكثر راحة.

الأرض أنقذتها

ليس بعيداً عن مجال الزراعة عملت "أم خالد" على استثمار قطعة أرض كبيرة خلفها زوجها عشية اعتقاله من قبل النظام، منذ السنة الأولى للثورة.

قالت أم خالد لـ "اقتصاد" إن الأرض الواقعة في بلدة زاكية بريف دمشق شكلت الفرصة الوحيدة لإطعام 4 أطفال وإبعادهم عن شبح الجوع والحرمان.

"الأرض مساحتها واسعة. وأنا أمتلك خبرة كبيرة في الزراعة نظراً لأني كنت أساعد زوجي في هذه المهنة كباقي النساء الريفيات".

"بعد اعتقال أبو خالد قمت بحراثة قطعة أرض صغيرة وزراعتها، كان الربح كبيراً، في الموسم التالي عملت على زراعة كامل المساحة بالخضار الصيفية".

تقدم أم خالد نموذجاً آخر للمرأة السورية المكافحة على الرغم من جميع الظروف الخانقة التي تعيشها البلاد. علقت لـ"اقتصاد" بالقول: "الأرض هي روحي الثانية.. إنها من أبعدتني عن الحاجة للناس".

نقل داخلي

في 2014، قاد الأمن العسكري، الأربعيني "أبو محمد"، إلى سجون النظام المظلمة، لتغدو زوجته "أم محمد" بدون معيل.

"أم محمد" التي تعيش في مدينة بالقرب من دمشق ولا تعرف أي معلومة عن زوجها حتى اللحظة؛ لم تستسلم لليأس.

"نظرت حولي فرأيت أطفالي الـ 4 لازالوا صغاراً، قلت لنفسي من أين أعيش؟"، تتحدث أم محمد لـ "اقتصاد" عن تجربتها المالية التي تعيش من أرباحها منذ سنوات.

أم محمد تضيف: "زوجي كان يمتلك سيارة تاكسي وباصاً للنقل.. لكن المركبات كانت بحاجة للإصلاح والترسيم، عملت على تأهيل المركبتين وأجرتهما لعدد من السائقين".

مشروع أم محمد واجه عقبات كثيرة وحاول البعض الاحتيال عليها حين عملت على تجديد أوراق السيارة. واليوم تعمل مركبتا النقل على الخطوط الداخلية للعاصمة وتجني أم محمد أرباحاً لا بأس بها، حيث تقول إنها تكفيها في مواجهة أعباء الحياة.

ترك تعليق

التعليق