"الحلوان".. رشوة الأطباء في مشافي الأسد


تحولت مشافي النظام الأسدي في مدينة اللاذقية إلى مراكز جباية أموال لمدرائها والأطباء الموظفين فيها، وأصبحت تكلفة العلاج نتيجة الرشاوى والإكراميات تضاهي المستشفيات الخاصة مع سوء الخدمات.

الحلوان اسم جديد للرشوة

الحلوان هو التسمية الجديدة للمبالغ المالية التي يتقاضها الدكتور المعالج في المشافي الحكومية في اللاذقية من مرضاه وأقربائهم، وأصبح الطبيب والممرضون المشاركون في العلاج يطلبونه بشكل واضح وعلني وحتى قبل البدء بالعلاج، ويتفاوضون على قيمته التي يتم تقديرها من قبل الطبيب المعالج حسب وضع المريض ومدة بقائه في المستشفى، وما إذا كان يريد الدواء من صيدليتها أو يستطيع تأمينه بطرقه الخاصة.

حصل الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" على معلومات من مصدر خاص في مشفى الأسد الجامعي حول كيفية التعامل مع المرضى، وشرح له ما يحصل من سمسرات يقوم بها موظفون داخل المشفى مع أقرباء المرضى، وأحياناً مع المريض نفسه، وقال: "عند وصول المريض إلى المشفى يتم استقباله في مكتب القبول، حيث يتم تقييم وضعه مباشرة من قبل الموظفين الموجودين، ويفاوضون مرافقيه على الإكرامية التي يمكن أن يدفعوها، ويتذرعون بعدم وجود الطبيب المختص أو انشغاله بغرف العمليات، أو اضطرارهم لدعوته من الجامعة باعتباره أستاذاً جامعياً، وأحياناً يبقى المريض بعد قيده في سجل المرضى بدون اهتمام، مما يضطره إلى البحث عن الطبيب المعالج، وفقاً لنصائح يقدمها له مستخدم أو موظف، وينصحه بدفع الحلوان للطبيب مباشرة قبل المعاينة الطبية من أجل زيادة اهتمامه وسرعة حضوره".

وأوضح المصدر وجود تسعيرات لـ "الحلوان" عن العمليات الجراحية حسب الحالة والطبيب المعالج ويتراوح بين 2000 و30000 ليرة سورية.

العلاج خارج المشفى

زار الناشط الساحلي الطبيب "علي ح" في عيادته وهو اختصاصي جراحة عامة، يعمل في المشفى الوطني باللاذقية وقال له الطبيب بكل بساطة: "إن راتبي كطبيب في المشفى لا يكفي مصروف أسبوع واحد من الشهر، وكطبيب جراح فإن كل عملي بالعمليات الجراحية، ونتيجة تردي الأوضاع المادية فقد توقف عملي خارج مشفى الدولة لقلة رواد المشافي الخاصة، وبالتالي ليس لدي دخل سوى راتبي، وأضطر مرغماً لكي أقبض من المرضى أو مرافقيهم حلوان (إكرامية) عن أي عمل جراحي أقوم به، وأحياناً إذا اكتشفت أن الوضع المادي للمريض يمكنه من العلاج في مشفى خاص أنصحه بالعلاج خارج مشفى الدولة، وأعرض عليه أجراً مخفضاً

ترك تعليق

التعليق