ريف حمص الشمالي.. ما هي المهن الموسمية التي تنتعش في "الأضحى"؟


مع قدوم عيد الأضحى المبارك في كل عام، تزدهر بريف حمص مهن مؤقتة تدوم أياماً، وأحياناً أسابيعاً، قبل حلول العيد وخلال أيامه الأربعة، حيث تسيطر حركة اقتصادية مؤقتة في بلدات ومدن الريف الحمصي، بعدما أصبحت "الأضحية"، محركاً لاقتصاديات العيد.. ويحرص العديد من الرجال في ريف حمص على الانخراط في هذه المهن، من أجل كسب بضعة آلاف من الليرات، يعيلون بها أسرهم.

"التسمين"، هي إحدى المهن التي تنتعش قبل عيد الأضحى المبارك في سوريا، ويبدأ العمل بها قبل شهر أو أكثر من العيد، حيث يقوم بعض الشباب بشراء الأغنام المناسبة للأضحيات، وعزلها عن القطيع، وتغذيتها بالأعلاف المركّزة بغية زيادة وزنها عدة كيلوغرامات.

 ويكشف "حسن الحوير أبو رامز"، لـ "اقتصاد"، أنه يربح في الرأس الواحد من الأغنام ما بين 10 - 20 ألف ليرة، ويصل هذا الرقم إلى 100 ألف ليرة سورية في الرأس الواحد من البقر، وهو هامش ربح يكفيه لتأمين نفقات أسرته المحاصرة بريف حمص الشمالي عدة أشهر من العام.


المهنة الثانية التي يؤمنها عيد الأضحى المبارك كل عام، هي مهنة ذبح وسلخ الأضحية في المنازل. ويقدّر عدد العاملين بها بريف حمص الشمالي بحوالي ألف شاب يقومون سنوياً، خلال أيام العيد، بذبح وسلخ وتقطيع حوالي 10 آلاف رأس من الأغنام، وحوالي ألف رأس من الأبقار.

القصاب "مظهر أبو ربيع"، من منطقة "الحولة"، يعمل مع أولاده الخمسة بهذه المهنة، حيث يتقاضى أجراً قدره 3 آلاف ليرة سورية عن كل أضحية من الأغنام و10 آلاف ليرة على رأس البقر.

 يقول أبو ربيع لـ "اقتصاد": "عملية ذبح وسلخ وتقطيع الأضحية من الغنم بالمنازل لا تستغرق معنا سوى ساعة"، مضيفاً بأن دخله اليومي، هو وأولاده، في اليوم الواحد من أيام عيد الأضحى المبارك يصل إلى حوالي 50 ألف ليرة سورية.


 وغير بعيد عن محل "أبو ربيع"، يوجد محل الشاب "حسان"، الذي يضع أنواعاً مختلفة من السكاكين والسواطير المستعملة في عمليات ذبح الأضاحي، والتي تعرف بـ "الأسلحة البيضاء".

 وتوقّع أبو ربيع أن تبلغ إيرادانه من تجارته حوالي 60 ألف ليرة سورية، مضيفاً بأن الجمعيات الخيرية، التي تقوم بذبح آلاف الأضاحي بريف حمص الشمالي سنوياً، أعادت الروح إلى مهنة بيع أو شحذ واستئجار "السكاكين"، والتي كانت شبه منقرضة قبل اندلاع الثورة السورية.

 ويبلغ سعر شحذ واستئجار السكين الواحد، المعروف محلياً بـ "الساطور"، 500 ليرة سورية.


كما تنشط خلال أيام عيد الأضحى المبارك تجارة شراء جلود الأضاحي، من قبل تجار لديهم خبرة كبيرة بطريقة تعقيم الجلود بالملح وغيره ومن ثم بيعه لمحلات الدباغة أو إعداده لاستخدامات أخرى.


ترك تعليق

التعليق