الطلاب السوريون في الجامعات التركية.. نموذج لقصة نجاح ومعاناة


يتفوق الطلاب السوريون في الجامعات التركية بالرغم من الضغوطات العديدة التي يتعرضون لها، واضطرارهم للعيش بعيداً عن أهاليهم، والتأقلم مع الظروف الجديدة وطرق التدريس المختلفة.

استمرار الطموح

"د . ب"، طالبة سورية من مدينة اللاذقية لجأت مع أهلها إلى تركيا وحصلت على الشهادة الثانوية في مدينة انطاكية في مدرسة سورية، وحصلت على علامات متفوقة.

كانت من الأوائل على مدينة اللاذقية قبل اللجوء، وكانت تحلم بدراسة الهندسة المدنية رغم تفوقها.
 
درست منهاج الـ "يوز" وهو نظام متبع للتقدم للجامعات التركية بعد حصولها على الثانوية ودرست اللغة التركية الـ "تومر" وأضاعت سنتين من عمرها، ولم تتمكن من الحصول على منحة كغيرها من الطلبة. حصلت على مقعد دراسي في اختصاص الهندسة المدنية كما كانت ترغب في جامعة العثمانية بدوام مسائي على حسابها.

بالرغم من الضائقة المادية التي تعاني منها كغيرها من السوريين إلا أنها سجلت في الجامعة، بتضحية عائلتها وأخيها الذي تكفل بمصاريفها وهو العامل بدوامين في أحد المشاغل.

تفوق رغم الصعاب

كانت على قدر المسؤولية والتضحية وتمكنت من التفوق في عامها الأول 2016 /2017 ونالت التكريم من قبل الجامعة باعتبارها متفوقة، وحصلت على "يوكسيك أونور بلغيسي" شهادة تفوق بمرتبة الشرف بدرجة 3،52، وهذا الأمر أهلها لكي تتقدم خلال الصيف في جامعة مرعش لمواد من السنة الثانية، وتمكنت من النجاح بالمواد الثلاث التي قدمتها، وهذا يؤهلها لأن تختصر سنوات الدراسة الجامعية إذا استمرت في تفوقها.

قالت "د . ب" لـ "اقتصاد": "لقد كنت عند حسن ظن والدّي، وحققت التفوق بالسنة الأولى، ولكنني أشعر بأن تفوقي جاء على حساب أهلي ومضايقتهم مادياً، فمصاريف الجامعة والسكن والسفر لا يستهان بها، ويعاني منها كل الطلاب السوريين الذين لم يحصلوا على منح جامعية".

وأضافت: "أنا أدفع مبلغ 1800 ل ت سنوياً، على دفعتين في الفصل الأول والفصل الثاني، بالإضافة إلى مصاريفي الأخرى والتي أحاول أن أختصرها إلى الحد الأدنى ولكنها تزيد عن 1000 ل ت شهرياً، وهذه المصاريف ترهق عائلتي ذات الدخل المحدود أصلاً".

مصاعب وعقبات

"لم أتمكن من الحصول على منحة بالرغم من تقديمي إلى العديد من المنح الجامعية، وكذلك تقدمت بطلب للحصول على منحة من قبل وزارة التربية في الحكومة المؤقتة السابقة ولكنني لم أحظ بفرصة برغم وضع عدة منح من قبل الحكومة التركية بتصرفها".

وأكدت "د . ب" أنها عانت في الفترة الأولى من دراستها الجامعية، من صعوبة الفهم نتيجة عدم المقدرة على استيعاب اللغة التركية، إلا أنها تمكنت من تجاوز هذه العقبة بإصرارها على تعلم اللغة التريكة بسرعة لكي تتمكن من الدراسة أسوة بالطلبة الأتراك، وتمكنت من ذلك.
وأشارت إلى نجاح أغلب الطلاب السوريين في دراستهم وتمكنهم من تجاوز الصعوبات برغم اختلاف أسلوب التدريس في الجامعات التركية عن السورية واختلاف اللغة.

نجاحنا نصر للثورة

ووجهت "د . ب" نداءً إلى الطلاب السوريين في تركيا بقولها: "خرجنا من ديارنا رغماً عنا، وثورتنا مستمرة ومنتصرة، وأحد جوانب نصرها أن نتغلب على الصعاب ونهزم بشار الأسد بنجاحنا وتفوقنا، وأن نفشل مشروعه الذي يريد تدميرنا نفسياً وعلمياً، وأن نكون قادرين على تهيئة أنفسنا للعودة إلى بلدنا والمساهمة في إعمارها بعد انتصار الثورة، وأن نعدّ أنفسنا من أجل ذلك فبلدنا يحتاجنا، وأن نضع نصب أعيننا أن علينا واجباً ومهاماً بانتظارنا ويجب أن نستلم الدفة لبناء سوريا الحديثة".

ترك تعليق

التعليق