القلمون الشرقي.. تحويلات المغتربين أنقذت سوق الأضاحي، وللنظام نصيب


تعدّ الأضحية إحدى أهم الشعائر المقدسة التي يتقرب بها المسلون إلى "الله"، إلا أن أسعارها شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال العام الجاري، وسط تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن السوري خصوصاً في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام.

تشهد مدينة "الرحيبة" في القلمون الشرقي منذ أسابيع ارتفاعاً في أسعار اللحوم الحمراء، حيث بدأت أسعار الأضاحي فيها تأخذ منحىً تصاعدياً، بالتزامن مع اقتراب حلول عيد الأضحى.

 وبحسب "أبو حاتم"، أحد تجار الماشية في المنطقة، فإن سعر كيلو الخروف الحي وصل بالمدينة إلى 1925 ليرة سورية, أما في العاصمة "دمشق" فتراوح السعر بين2000 إلى 2200 ليرة، بسبب إضافة أجور النقل والأرباح.

وقال "أبو حاتم" في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "تتراوح أسعار هبرة الخروف المقشورة التي تباع في دمشق بين 7500- 8000 ليرة سورية للكيلو الواحد، والهبرة غير المقشورة من5600 ليرة إلى 6000 ليرة، أما بالنسبة للجدي فيبلغ سعر كيلو الهبرة المقشورة نحو 5800 ليرة، في حين يبلغ سعر الهبرة غير المقشورة 4500 ليرة".

وأضاف: "فيما يخص لحوم الفطيمة والنعاج فبلغ سعر كيلو الهبرة دون قشر نحو 4200 ليرة، والعجل بلغ سعر الكيلو 5000 ليرة، والشرحات الهبرة نحو 4700 ليرة، ولحم البقر نحو 4200 ليرة سورية لكيلو الهبرة".

وأردف أن سعر خروف الأضحية الذي يزن 50 كيلوغرام، يصل إلى96250 ليرة سورية، بينما كان سعره العام الماضي70000 ليرة سورية، بسعر 1400 للكيلو الواحد، أي أن نسبة الزيادة في أسعار الأضاحي لهذا العام بلغت حوالي25%، فضلاً عن زيادة التكاليف الملحقة بالأضاحي، مثل أجور الجزارين التي ارتفعت إلى 3500 ليرة في الموسم الحالي، حسب وصفه.


حول أبرز الأسباب التي تقف وراء ارتفاع أسعار الأضاحي، أوضح "أبو حاتم" أن الصعوبات لا تتوقف على تكاليف التربية فحسب، وإنما تتجاوزها لتطال عمليات النقل والعبور، للوصول إلى سوق البيع الرئيسية، ونوّه كذلك إلى أن تجار الماشية يضطرون إلى دفع مبالغ مالية متفاوتة لحواجز النظام للحصول على تصاريح العبور، أثناء عملية نقل المواشي، والأعلاف، سواءً من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو للنظام السوري على حدٍ سواء، الأمر الذي يزيد من قيمة التكلفة.

ووفقاً لما أشار إليه "أبو حاتم" فإن التاجر مجبرٌ على دفع مبلغ  لا يقل عن6000 ليرة، على كل رأس خروف يدخل منطقة القلمون الشرقي، إذ يعتبر هذا المبلغ (أتاوة) تفرضها قوات النظام المتواجدة على الحواجز المنتشرة على الطرق البرية الواصلة من البادية السورية إلى المنطقة.

من جهته، اعتبر المهندس الزراعي "أيهم العمري" أن أحد أسباب تراجع عدد الأضاحي على الصعيد المحلي، يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض القدرة الشرائية للكثير من السوريين، وهو ما قلل أعدادها في العام الحالي، فبينما اعتادت العائلة الواحدة أن تقدم من 2 إلى 3 أضاحي، اقتصرت في هذا العيد على أضحية واحدة، نظراً لضيق الحال على الجميع. حسب قوله.

وقال "العمري" في حديثه لـ"اقتصاد" إن بعض المناطق في هذا العام-خلافاً للمتوقع – شهدت أعداداً مقبولة من الأضاحي بالنظر إلى الواقع الراهن، إذ ساهمت التحويلات المالية التي تتلاقها مدن وبلدات المنطقة من أبنائها المغتربين، في زيادة عددالأضاحي إلى مستوى جيد.

وأضاف أن سعر الأضحية رغم ارتفاعه محلياً، يعتبر رخيصاً بالنسبة للمغتربين، كما شكل فارق سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية، دوراًمهماً في الإقبال على الشراء، ما ساهم بتعويض النقص، وتغطية العجز المحلي.

ترك تعليق

التعليق