هكذا تبدو أجواء العيد جنوب تركيا.. الغلاء لم يعكرها


ما إن تصل سوق مدينة كليس التركية، في ليلة عيد الأضحى، حتى تتملكك الحيرة من أمرك، هل تبدأ بشراء الحلويات أم المعجنات أم السكاكر أم الشوكولا، أم تبدأ بالراحة التركية (الحلقوم) الفاخرة التي تضفي عليها الإنارة سحراً يكاد لا يقاوم.

واللافت في أسواق هذه المدينة الحدودية رخص الأسعار مقارنة بغيرها من المدن التركية الأخرى، الأمر الذي يجذب السوريين أكثر من غيرهم.

في السوق تختلط أصوات السيارات بأصوات الباعة، هنا بائع ينادي وأمامه كمية كبيرة من الشوكولا الكيلو بـ"6 ليرات"، وهناك بائع ينادي "الراحة بـ15 ليرة، تعال عيّد يا خاي".


"تنسينا هذه الأجواء السعيدة الغربة التي نعيشها"، تقول علياء (40 عاماً)، وهي تنتقي حبات الدرّاق بعناية فائقة.

تضيف ربة المنزل لـ"اقتصاد"، "عموماً الأسعار مقبولة في هذا العيد باستثناء الحلويات الجاهزة التي يبلغ سعرها 60 ليرة تركية للكيلو الواحد، ولذلك لم أشتر منها، واستغنيت عنها بالمعجنات".

وبالقرب من ساحة الجمهورية تنتشر محال الحلويات السورية، التي تشهد إقبالاً ملحوظاً في مثل هذه الأيام.


يقول أبو علاء العامل في محل الحلويات، "أكثر ما يجذب زبائننا هذه الأيام المعجنات، ولذلك أولوينا لها اهتماماً كبيراً".

وتجد لدى العامل كل المعجنات التي اعتاد كثر من السوريين عليها، من الغريّبة إلى القرص بعجوة والكعك والبرازق مروراً بالبيتفور والمعمول وحتى الناطف.

وعن الأسعار يشير أبو علاء إلى أن أسعار المعجنات تتراوح بين 8- 12 ليرة تركية للكيلو الواحد.


ويلفت في حديثه لـ"اقتصاد"، إلى أن المعجنات السورية تتميز عن التركية بالمذاق الطيب، وكذلك في طريقة التحضير، ويوضح "هم يصنعون الكعك المحلى ولا يعرفون المملّح ، وكذلك فإن المعجنات لديهم نسبة السكر فيها مرتفعة".

أما عن الحلويات فأشار أبو علاء إلى أن أسعارها تختلف باختلاف الحشوة المستخدمة ونوعية السمن، موضحاً "يصل كيلو سعر البقلاوة بالفستق الحلبي والسمن النباتي 35 ليرة تركية، بينما يرتفع الثمن إلى 60 ليرة إذا كان السمن الحيواني مضافاً إليها".


لكن وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الحلويات، إلا أن نسبة الإقبال عليها "مقبولة" وهذا ما أشار إليه صاحب محل حلويات آخر بقوله "يحسب لمساعدات الهلال الأحمر التركي التي حصل عليها كثير من السوريين أنها رفعت من المقدرة الشرائية للسوريين".

وأوضح البائع، أن "توزيع المساعدات الشهرية يصادف في هذه الأيام، وهذا الأمر تم بعد أن قدّمت السلطات التركية موعد القبض إلى ما قبل نهاية الشهر، بدلاً عن نهاية الشهر".


وبعيداً عن الأسعار، تستعد بلدية كليس لاستقبال العيد، حيث نصبت البلدية الخيام في ساحة الجمهورية وسط المدينة، استعداداً لإقامة الحفلات على مدار أيام العيد.


ترك تعليق

التعليق