النظام يمنع البسمة عن وجوه أطفال الغوطة.. ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة


تستمر قوات النظام السوري بإغلاق كافة المنافذ البرية الواصلة بين مناطق سيطرته في دمشق ومدن الغوطة الشرقية. يأتي هذا الإغلاق بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق خفض التصعيد في الغوطة، والذي كان أحد بنوده فتح المعابر وتنشيط الحركة التجارية بين العاصمة والغوطة.

وتزداد معاناة المدنيين يوماً بعد يوم نتيجة هذا الإغلاق، الذي أدى إلى رفع أسعار عدد كبير من المواد الغذائية والأدوية والملابس وألعاب الأطفال ولا سيما مع حلول عيد الأضحى المبارك.

تجولت عدسة "اقتصاد" في الأسواق التجارية، ولا سيما محال الألبسة والأحذية وألعاب الأطفال.

حيث أكد السيد "يعقوب" أن سوق الألبسة قد شهد نشاطاً ملحوظاً وإقبالاً على الشراء، "نستطيع القول عنه بأنه جيد، ولا سيما مع انخفاض وتيرة القصف والإستهداف الممنهج للمدنيين في الأيام القليلة الماضية"، الأمر الذي أعاد للسوق ألقه و بهجته، على الرغم من الإرتفاع "الفاحش" لأسعار الألبسة. فإذا أراد شخص أن يشتري كسوة كاملة له فإن تكلفة هذه الكسوة تبدأ بـ 20 ألف ليرة وتنتهي بـ 50 ألف ليرة (أي ما يعادل 100 دولار أمريكي)، بحسب "يعقوب".

ولدى مقارنة أسعار الملابس بين فترة عيد الفطر وعيد الأضحى نجد ارتفاعاً طفيفاً مع صعوبة في تأمين البضائع لدى التجار. وهذا ما أكده "أبو الحسن" صاحب محل ألبسة في مدينة دوما، وأضاف: "يبلغ سعر البنطلون الرجالي 6000 ليرة بشكل وسطي والقميص 4000 ليرة، وهذا مبلغ ليس بقليل مقارنة مع الدخل المحدود للعوائل داخل الغوطة".

كما أن آفات الحصار تبرز آثارها بشكل أكبر مع مرور الوقت، فأطفال الغوطة الشرقية لن يكونوا محظوظين هذا العيد بالنسبة لتوفر الألعاب وأدوات التسالي.


وشهدت أسواق الألعاب إقبالاً ضعيفاً بسبب غلاء سعر قطع الألعاب، وذلك بحسب "أبو ماهر جركس"، صاحب إحدى محلات بيع الألعاب في الغوطة، وأضاف: "بالرغم من أنها ألعاب بلاستيكية إلا أن النظام منع دخولها منذ أكثر من سنة ليزيد من معاناة الأطفال التي لم تتوقف على القصف والدماء فحسب، بل تجاوزت ذلك حتى وصلت إلى وسائل ترفيههم".

وكشف "جركس" عن أن جميع من يعمل في مجال بيع الألعاب والهدايا مضطر لأن يشتري بضاعته بأسعار عالية، مما سيجبر المستهلك على شرائها أيضاً بأسعار أعلى، فمثلاً، أي لعبة أطفال اليوم يتراوح ثمنها بين 500 ليرة سورية وصولاً إلى 4000 ليرة سورية، وهذا رقم ضخم يشكل عبئاً إضافياً على رب الأسرة بعد أن كان سعرها أقل من ذلك بأضعاف.

وختم "جركس": "تنشط حركة بيع الألعاب في المحلات والمكتبات بشكل أكبر ضمن أيام الأعياد لتعتبر موسماً يرسم البسمة التي نتمنى أن لا تفارق وجوه أطفالنا بالرغم من العوائق التي يصنعها النظام وأزلامه في طريقهم".

يذكر أنه خلال الفترة الماضية قد دخلت إلى الغوطة قوافل إغاثية أممية بالإضافة إلى قوافل تجار، لكنها لم تحتوي أبداً على أي نوع من أنواع الألعاب التي يستمر النظام بمنع إدخالها حتى الآن.

ترك تعليق

التعليق