تعرّف على ميزانية العيد وتكاليفه في القلمون الشرقي


ارتفعت أسعار الملابس بشكلٍ كبير في الأسواق المحلية داخل مدن وبلدات القلمون الشرقي المحاصر، ما دعا الكثيرين من أبناء المنطقة إلى العزوف عن شرائها والبحث عن بدائل أخرى، رغم قرب حلول عيد الأضحى المبارك.

وقال "أبو بسام" موظف حكومي، ورب أسرة مؤلفة من 5 أشخاص، إن ترتيبات العيد وتحضيراته، أصبحت مرهقة لمعظم العائلات في المنطقة، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، ما دفعهم إلى البحث مبكراً في المحال الرخيصة عن متطلبات أطفالهم من الألبسة والأحذية.

وأضاف أن زوجته تمكنت بعد عناءٍ طويل من إيجاد بعض الثياب المناسبة في محال الألبسة المستعملة (البالة) لكسوة أطفالهم الثلاثة خلال عيد الأضحى، مشيراً إلى أن العيد يعني بالنسبة للأطفال الحصول على لباسٍ جديد إضافةً إلى الفرح والمرح والألعاب.

ونوّه إلى أنه على الرغم من كون الملابس المستعملة أرخص من الملابس الجديدة، لكنها لا تعتبر خياراً متاحاً للجميع بسبب قلة المعروض منها وارتفاع أسعارها التي ما زالت تشكل عائقاً أمام ضعف الإمكانات المادية لأسر المنطقة.

فيما يخص أسعار ملابس (البالة) أكدّ "أبو بسام" أنه لا توجد أي قطعة (كنزة، قميص نص كم) في محال البالة الخاصة ببيع هذا النوع من الملابس، أرخص من 1000 ليرة سورية، والسروال بـ2000 ليرة، أما الحذاء فسعره لا يقل عن 3000 ليرة، ما يعني أن كل طفل بحاجة إلى مبلغ 6 آلاف ليرة، "أي أني بحاجة إلى 30 ألف ليرة سورية، لتأمين مستلزمات أطفالي فحسب".

وأوضح "أبو بسام" أن هناك تكاليف إضافية لا بدّ من إنفاقها  في شراء الحلويات التي تتراوح أسعارها بين 4000 و5000 ليرة سورية للكيلو المشكل، في حين يبلغ سعر كيلو الموالح المشكل حوالي 1700 ليرة سورية، هذا دون حساب عيدية الأطفال، وتكاليف الطعام احتفالاً بهذه المناسبة.

بدروه قال "إحسان عبد الرحيم"، صاحب محل بيع ألبسة جاهزة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "لم يعد موسم الأعياد يعني لنا الكثير من الأرباح، ولاسيما بعد الركود الذي تشهده السوق خلال بقية أشهر السنة. في الأعوام السابقة كنا ننتظر مواسم الأعياد والمناسبات بفارغ الصبر، فهي تحرك الأسواق وحركة البيع فيها قد تغطي تكاليف العام كله".

وأضاف أن الأسواق مكتظة بالأهالي، لكن حركة البيع لا تذكر، لأن كثيراً منهم يدخل المحل ويسأل عن الأسعار فقط، ثمّ يغادر بسرعة بحثاً عن محلٍ آخر أرخص.

وعن حركة البيع في الموسم الحالي، أوضح "عبد الرحيم": "بلا شك أن الأسعار المرتفعة دفعت بالكثيرين إلى العزوف عن شراء الثياب الجاهزة لهذا العيد، والاكتفاء بما لديها من عيد الفطر الماضي، فمثلاً بات الموظف يجد صعوبة بالغة في شراء احتياجات أسرته من الملابس، فسعر البنطال يبلغ 5000 ليرة سورية، وكذلك القميص، بينما يُقدر سعر الحذاء بـ6000 ليرة سورية، أي أن راتب الموظف بالكاد يغطي تكلفة كسوة طفلٍ واحد".

يرى "عبد الرحيم" أن هناك أسباباً أخرى وراء ارتفاع الأسعار، منها على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع أسعار الملابس والأحذية من مصدرها، وتكاليف النقل التي بات لزاماً على التجار دفعها لحواجز النظام، لنقل بضائعهم بحرية من بلدةٍ إلى أخرى، والسماح لهم بإدخالها إلى مناطق سيطرة المعارضة، كما أن موسم "المونة" الذي أرهق الكثيرين لا يزال يستهلك مدخرات الأهالي، فضلاً عن المدارس التي قاربت على افتتاح أبوابها لاستقبال الأطفال.

ووفقاً لما أشار إليه الأستاذ "عارف الأحمد"، أحد مدرسي مادة الرياضيات في المنطقة، فإن الأسرة التي يبلغ عدد أقرادها خمسة أشخاص، تحتاج إلى ما يقارب 100 ألف ليرة سورية، لتأمين كافة احتياجاتها لعيد الأضحى، وشرح في حديثه مع "اقتصاد" أن كل فرد يحتاج وسطياً إلى 15 ألف ليرة، بمعدل ثلاث قطع للفرد، ما يعني أن الأسرة بحاجة إلى 75 ألف ليرة للملابس والأحذية، بالإضافة إلى نحو10 آلاف ليرة ثمن حلويات وموالح وقهوة مرة، و5000 ليرة فواكه، ويبقى 10 آلاف ليرة سورية تذهب ما بين العيديات والطعام.

ترك تعليق

التعليق