لصالح قيادات في حزب الله.. أغنام ريف حمص الشمالي تدخل على خط التهريب


تعد الثروة الحيوانية من أهم دعائم الاقتصاد الوطني في سوريا، وأحد أكبر مصاد الدخل القومي، من خلال ما تقدمه من إنتاج، خاصة أغنام "العواس" التي تعد أفضل أنواع الغنم عالمياً، حيث احتلت سوريا المركز الأول عالمياً في إنتاجها، فقُدّر ما بين 18 إلى 20 مليون رأس، قبل الثورة، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".

لكن سياسة النظام عمدت إلى التخلي عن هذه الثروة لتمويل مجهودها الحربي، فاستصدرت الحكومة قرارات سمحت بتصديرها بشكل كبير وغير مدروس نسبياً لصالح خزينتها وتجار محسوبين عليها، وغضت النظر عن التهريب الحاصل على الحدود اللبنانية كونه لصالح قياديين في حزب الله، مما ألهب الأسعار بشكل كبير في عموم المناطق السورية، وفي ريف حمص الشمالي خصوصاً، لما تعانيه هذه المنطقة من صعوبة في إدخال الأعلاف والأدوية البيطرية.

الحرمان من المراعي المجانية

للمعارك الجارية في البادية السورية أثر كبير في ارتفاع الأسعار في عموم سوريا، فقد حرمت المربين من تلك المراعي المجانية. "أبو جاسم"، من تاجر غنم في سوق ريف حمص الشمالي، تحدث لـ"اقتصاد": "بسبب المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام والمعارضة، حُرم المربون من الذهاب إلى هناك، مما أجبرنا على الاعتماد على التبن والأعلاف والتخلي عن المراعي المجانية، مما جعل تكلفة التسمين أكبر، فازدادت الأسعار".

وأضاف أيضاً: "يوجد في ريف حمص الشمالي مراعٍ لا بأس بها، لكنها قليلة مقارنة بعدد الغنم الموجود. إلا أن تحول المناطق الواقعة على خط النار في جبهات ريف حمص الشمالي، إلى مناطق رعي، أنقذ المواقف، رغم خطورة الرعي هناك".

الأعلاف والأدوية

بعد انتقال ملكية المعابر المحيطة بالريف من تجاره إلى تجار النظام، زادت تسعيرة دخول الأعلاف وجميع السلع التجارية والغذائية على حد سواء، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العلف.

"أبو موسى" من تجار العلف في ريف حمص الشمالي تحدث لـ"اقتصاد": "أقوم بإدخال 50 طن من العلف أسبوعياً تقريباً, أدفع عليها تعرفة دخول لتاجر الحاجز مليون و200 ألف ليرة بينما كنت أدفع سابقاً 500 ألف ليرة على نفس الكمية مما أدى بشكل طبيعي لارتفاع الأسعار".

زيادة الطلب

منذ بداية الثورة وتزامناً مع ظهور الجمعيات والمنظمات الإغاثية أصبحت من أهم اللاعبين المؤثرين بالأسواق، ولعل أبرز تأثيراتها على الثروة الحيوانية تكون في عيد الأضحى بسبب الكميات المطلوبة واقتصارها على وقت محدد خلال أيام العيد، فقد ارتفع سعر الخاروف الحي إلى أكثر من 1900 للكيلو والعجل إلى 1400 ليرة.

"عبدالمطلب" من تجار سوق الغنم في ريف حمص قال لـ"اقتصاد": "موسم الأضاحي هو الموسم الرئيسي لمربي الأغنام، فالجمعيات تتكفل بذبح 80%  من خراف الريف ومن خلال إحصائية أولية اقتصرت عمليات الذبح على 4 جمعيات، وصلت طلبياتها إلى أكثر من 4500 خاروف".

التهريب إلى خارج الريف

بسبب التهريب الحاصل في مناطق النظام، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء فوصلت عتبة 8000 ليرة في دمشق و 5500 في حمص، بينما ارتفعت بشكل بسيط في الريف الشمالي لتصل 3200 ليرة، فقدم تجار النظام أسعاراً مغرية لتجار الريف لإخراج الأغنام وتهريبها إلى مناطقهم لتعويض النقص الحاصل ومحاولة منهم في زيادة العرض في أسواق النظام ولتهريبها أيضاً.

 "عبدالله أيوب"، رئيس المكتب الإعلامي في المجلس المحلي في الرستن، تحدث لـ"اقتصاد": "عمد بعض التجار من ضعاف النفوس لتهريب الأغنام إلى مناطق النظام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم. لكن نحن كمجلس محلي نحاول من خلال الشرطة المتواجدة على المعابر، منع هذه الظاهرة".

المربون من جهتهم، يؤيدون إخراج الأغنام إلى خارج الريف لعدم توفر السوق التي تتحمل الكمية الموجودة وارتفاع أسعار تكاليف التسمين والبيطرة وانخفاض سعر الحليب.

وفي نهاية المطاف، يكون المستهلك الأخير، هو الخاسر الأكبر، سواء كان في ريف حمص الشمالي، أو في مناطق سيطرة النظام.

ترك تعليق

التعليق