هل تعرف الفرق بين "الوشنة" و"الكرز"؟


أغلب السوريين لا يعلم الفرق بين "الوشنة "و"الكرز"، إلا من كان يعمل أو يعيش في مناطق زراعتها.

على العموم تشتهر زراعة "الكرز" ومعها "الوشنة" في مناطق إدلب خاصة، وبعض المناطق السورية الأخرى.

وفيما يخص "الوشنة" فهي شجرة تشبه "الكرز" بثمارها لدرجة تجعل الكثيرين عاجزين عن التفريق بينهما.

وما يميز "الوشنة"، هو صغر حجم الثمرة والطعم الأقرب إلى الحموضة. ويمتاز ثمرها عند عصره أو تناوله بأنه يترك صبغة لونه.

يزرع "الكرز" و"الوشنة" غالباً بغراس "شتلات" المزارع. وقد يلجأ الفلاح إلى عملية تطعيم شجيرات "الوشنة" بطعم "الكرز" عندما يلاحظ أنها غير جيدة أو لا تبشر بمستقبل مثمر "للوشنة".

يتميز شجر الكرز بقصر عمره حيث لا يتجاوز عمر الشجرة 15سنة تقريباً. وتبدأ الإنتاج في عمر مبكر بعد 3 سنوات من زراعتها.

ثمار "الوشنة" واستخداماتها

كثيراً ما يتم تحضير "مربى" الكرز ومثله مربى "الوشنة"، ولكن يختلف طعم مربى "الوشنة" بطعمه الحلو اللاذع بالحموضة، "لدغة حموضة"، كما يصفها "أبو محمد"، أحد أهالي مدينة أريحا في إدلب، والذي أضاف بأنه يتم أيضاً تحضير شراب "الوشنة" بعد غليّ عصير "الوشنة" على النار ليصبح كأصنص عالي التركيز، ليستخدم في المشروبات بإضافته على الماء والثلج "البوظ".

يستخدم شراب الوشنة أيضاً في تجهيز "البأسمة"، وهي حصراً تُحضّر في فترة تساقط الثلوج في الشتاء، حيث يتم استخدام كميات من الثلوج المتساقطة النظيفة وإضافة عصير "الوشنة" عليها وتناولها بالملعقة كنوع من المثلجات رغم برودة الطقس.

وكان كثير من الأهالي يقوم بعميلة حفظ ثمار الوشنة وعصيرها من خلال عملية التجميد في فريزرات- وكان ذلك قبل قيام الثورة و انقطاع الكهرباء -. ومن الاستخدامات الشائعة استخدام "الوشنة" في تحضير "أكلة" مشهورة في مناطق أريحا وإدلب وحلب، وعادة كان يطلبها أهالي حلب عند القيام بزيارة أريحا ومناطق إدلب التي تُزرع فيها "الوشنة"، وهي "اللحمة بالكرز"، وفي الحقيقة هي" اللحمة بالوشنة"، حيث يتم تحضير كرات لحم من لحمة الكباب الناعم بعد القلي بالسمنة ووضعها فوق خبز مقطع ثم يضاف عليها عصير "الوشنة" لتتشرب اللحمة والخبز بالعصير، أو يتم تغميس كرات اللحم بعصير الوشنة مسبقاً ومن ثم توضع في الصحن ليعاد ويضاف عصير عليها. والمميز بهذه الوجبة أن اللحمة المقلية أو المشوية تأخذ طعم الحموضة.

ولكن هذه الوجبة حالياً تكاد تكون معدومة الوجود بسبب الارتفاع بأسعار اللحوم وعدم قدرة الأهالي على تحمل تكاليف تحضيرها، وأصبحت كنوع من التراث الذي ينتظر الخلاص ككل السوريين.

(كرات لحم بالوشنة)

(كرات لحم بالوشنة تضاف على الخبز المقطع)

زراعة الوشنة

زراعة بعلية، في الأراضي التي يزرع فيها الزيتون، حيث يتم تشكيل "تنويع" حقل الزيتون ببعض أشجار "الوشنة" و"الكرز"، وهناك بعض الحقول الخاصة بالكرز يزرع بينها الوشنة.

يتم قطاف الكرز في شهري أيار وحزيران، ويوجد نوع من الكرز يعرف باسم "ربيعي" يقطف في شهر نيسان، ولكن طعمه أقل لذة من الأنواع المتأخرة القطاف وتمتاز ثماره بصغر الحجم ولها نفس لون الكرز.

في حين يتم قطاف الوشنة بعد موسم الكرز من قبل أصحاب المزارع في ساعات الصباح الباكر، أو فترة ما بعد العصر، وتوضيبها في "سحارات فلين". وكل يومين أو ثلاثة يتم القطاف، وذلك بحسب كمية الإنتاج وعدد الأشجار في كل مزرعة. ويتم بيع المحصول في سوق الهال.

ومايزال نفس الروتين متبعاً بشكل مماثل لما قبل اندلاع الثورة.

عادةً ما يصل الإنتاج إلى سوق الهال في الصباح الباكر أو عند العصر ليخضع لعملية البيع بالجملة وفق آليات سوق الهال.

أسعار "الوشنة" عادةً ما تكون أغلى من الكرز بضعف ونصف السعر، حيث كان يباع الكيلو بما يقارب الـ 1000 ليرة سورية.
 
واليوم تصارع أشجار الوشنة والكرز ومعها الزيتون في كامل التراب السوري من أجل البقاء واستمرار الحياة.

(وشنة في الفلينات مجهزة للبيع)

ترك تعليق

التعليق