الفليفلة الحمراء وأصناف أخرى من المونة.. مواسم عمل لسوريين في الأردن


نقل السوريون كل ما استطاعوا معهم في رحلة لجوئهم من عاداتهم وتقاليدهم وحتى أكلاتهم وطريقة صناعتها. فقد اعتادت معظم البيوت السورية عمل المونة بكافة أصنافها ومنها صناعة دبس الفليفلة، وهذا ما خلق فرصة عمل موسمية لكثير من السوريون في الأردن.

حول هذا الموضوع التقى "اقتصاد"، "أبو ياسر"، الذي أوضح أنه من مدينة سلقين في إدلب التي تشتهر بحبها للفليفلة الحمراء، لذلك نقل معه شغفه بصناعة دبس الفليفلة إلى عمان. ففي البداية كان يُعدّها لأسرته منذ قدومه. لكن مع تزايد طلب السوريين عليها، مع عدم إيجادها في السوق المحلي، قرر "أبو ياسر" أن يعمل فيها من باب كسب العيش.

يضيف أبو ياسر أنه في كل عام في موسم الفليفلة يبدأ التحضير لذلك بتنظيف سطح بيته استعداداً لجلب الفليفلة الحمراء من الحسبة، ليقوم هو وأسرته بتنظيفها ثم نشرها على السطح، وتركها عدة أيام، ثم طحنها لتكون جاهزة للبيع، فالسوريون لديهم أكلات عديدة تُحضّر من دبس الفليفلة، منها المحمرة، وتضاف إلى معظم اصناف العام، كالكبة وغيرها.

وقد نوه أبو ياسر أن الإقبال شديد عليه، بسبب جودة منتجه، موضحاً أن دبس الفليفلة على الطريقة السورية غير متواجد في الأسواق، فالموجود هو عبارة عما يسمى بالشطة، ويوجد فيه بذور كثيرة.

وقد أشار أبو ياسر إلى أن عمله موسمي وزبائنه سوريون، فمثلاً في موسم الملوخية يجفف ملوخية، وفي موسم ورق العنب يكبس ورق العنب، وهكذا.. فهو يؤمن رزقه كل السنة بهذه الطريقة، وهو مسرور في نفس الوقت لأن عمل المونة هو تراث سوري بامتياز.

وحول نفس الموضوع التقى "اقتصاد"، "أم محمد" الحلبية، التي أوضحت أنها تعمل في مجال الخياطة، لكن مع قدوم موسم الفليفلة تبدأ بالتفرغ لصناعة دبس الفليفلة، الذي تبرع فيه منذ أن كانت بسوريا.

فهي تقوم بعمل كميات كبيرة جداً هي وبناتها السبع وتحفظ الدبس في الثلاجات الأرضية طيلة السنة، وتبيع منه لتكسب عيشها، وأصبح لديها زبائن يشترون مؤنتهم من الدبس سنوياً منها، إضافة إلى أنها تقوم بعمل أصناف أخرى من المونة، وهي المربى بأنواعه، ودبس البندورة، فهي لم تتعلم ولا تجيد إلا عمل المونة.

تضيف أم محمد أنها تكثف جهودها في شهر آب، لعمل الدبس، نظراً لأسعاره المقبولة في هذا الشهر، فهناك أنواع معينة تصلح للدبس، تتحراها ليكون إنتاجها جيد، إضافة إلى النظافة في العمل والجودة والإتقان. وهناك أكثر من محل يبيع المنتجات السورية، أصبحت "أم محمد" تورد لهم بضاعتها التي لاقت استحسان الزبائن.

تختم أم محمد حديثها لـ "اقتصاد" بأن كثيراً من الأسر ما تزال تحافظ على عمل المونة، وأصبحت تؤثر في المجتمعات المضيفة وخاصة في مجال نقل الأكلات السورية إليهم، وهذا ما يفتح سوقاً جديدة أمام صناع المونة والأكلات السورية بشكل عام.

ترك تعليق

التعليق