تجارة المواشي في الرحيبة.. تفاصيل عن الحالة الراهنة وأسبابها


بات من المعلوم أن لكل مدينة في القلمون الشرقي سوق خاص بها لبيع الماشية، لكن مدينة الرحيبة لا تزال تمتلك السوق الأكبر في المنطقة، على الرغم من تردي تجارة المواشي في ظل الثورة والحرب الدائرة.

وعلى مدار السنوات السابقة شهد سوق الرحيبة للمواشي تراجعاً ملموساً، حيث تقلص عدد رؤوس الغنم بشكل كبير الأمر الذي عزته مصادر أهلية إلى دور كل من النظام وتنظيم الدولة في التضييق على هذه التجارة المهمة بالنسبة لسكان المنطقة.


وقال مصدر مطلع من داخل المنطقة لـ "اقتصاد"، إن رؤوس الماشية تأتي صغيرة السن من دير الزور ويتم شراؤها من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، ثم يتم نقلها بسيارات كبيرة حتى تصل إلى مدينة الرحيبة.

وتابع: "في مدينة الرحيبة عدد لا بأس فيه من أماكن تربية الأغنام تسمى عند أهل المدينة بـ (الأحواش)، ويتم علف هذه الأغنام لمدة 3 شهور تقريباً أو 100 يوم، ومن ثم تعرض للبيع".

بالنسبة للأعلاف يتم استقدامها من خارج سوريا عن طريق النظام، ثم تدخل المدينة وتجرش وتخلط بخلطات معينة، وتقدم للماشية.


تدهور

"التجارة تأثرت كثيراً، فمثلاً تنظيم الدولة ألقى القبض على كثير من التجار بتهم التدخين وترك الصلاة وكذلك فرض عليهم ضرائب، كما أن النظام فرض مبالغ مالية كبيرة لدخول وخروج السيارات".

وأضاف المصدر: "منطقة الأحواش على أطراف المدينة تعرضت لجميع أنواع القصف في فترات معينة أدت لتدمير عدد منها".

وكانت "الأحواش" قبل الثورة مربطاً لمليون رأس يتم تربيتها وعلفها، أما الآن فلا يتجاوز عدد الأغنام فيها الـ 50 ألف رأس.

ونوّه المصدر إلى الارتفاع الكبير في سعر العلف بما أنه مستورد من خارج سوريا. وأشار بالقول: "جميع هذه العوامل دمرت تجارة الأغنام والماشية لأقل مستوياتها".


دمشق شكلت السوق الأكبر

يعمل السيد "أبو الوفا" في تربية المواشي بمدينة الرحيبة. أبو الوفا أكد لـ "اقتصاد" أن حركة البيع والشراء تراجعت بشكل ملحوظ بالمقارنة مع ما قبل الثورة، حيث كان سوق المواشي يضم 200 ألف رأس ذكور عواس. كما توقفت حركة البيع والشراء قرابة 3 أشهر في الفترة الماضية بسبب إغلاق الطرقات المؤدية من الشمال السوري إلى الرحيبة.

ووفقاً لتاجر الماشية: "تعمل حركة البيع باتجاه دمشق اليوم بشكل نظامي لكن نواجه صعوبة كبيرة بنقل المواشي من مدينة الميادين التابعه لتنظيم الدولة. منذ ثلاثة أيام تم تم إيقاف جميع السيارات التي تقل المواشي الى الرحيبة وحجزها من قبل التنظيم لأنه يعتبر هذه العملية تتم بشكل غير نظامي. عدد السيارت المحجوزة بلغت 12 سيارة بما فيها من خراف وأبقار".


عدا عن صعوبة نقل الماشية من المصدر الأصلي (دير الزور)، تواجه التجارة أزمة كبيرة نتيجة ارتفاع سعر الأعلاف لـ 15 ضعفاً مقارنة بالفترة التي سبقت الثورة.

وقال أبو الوفا متحدثاً عن هذه الأزمة المستعصية، "كان كيلو العلف يكلف 10 ليرات والآن تبلغ تكلفته 150 ليرة".

وتابع: "الأعلاف تدخل لكن بصعوبة وتكلفة عالية حيث يبلغ سعر كيلو الشعير 130 ليرة، الذرة 135 ليرة، النخالة 110 ليرة، الصويا 255 ليرة، الكسبة 230 ليرة، جلبانة 185 ليرة، التبن بين 115 إلى 140 ليرة سورية".


وأشار أبو الوفا إلى أن هناك تراجعاً واضحاً في أعداد الخراف التي يتم ذبحها في مسلخ دمشق التي تعتبر السوق الأول لتجارة الماشية القادمة من القلمون الشرقي، إذ كان يتم ذبح 2500 رأس يومياً، أما الآن فلا يتجاوز الحد الأقصى 700 رأس.


ترك تعليق

التعليق