بالصور.. رُب البندورة، عصب المونة المنزلية في ريف حمص


عادت في سنوات الثورة السورية، الصناعة اليدوية لــ "رُب البندورة"، إلى معظم البيوت في ريف حمص، بعد أن تلاشت هذه الصناعة، وبشكل شبه كامل في المدن والأرياف السورية بسبب توفرها في محلات بيع المواد الغذائية.

 وتعتبر الطريقة اليدوية لصنع "رُب البندورة"، هي الأفضل لدى معظم سكان ريف حمص، إذ أنها تعطي النكهة المطلوبة بحسب قول الحاجة "أم حسان"، من بلدة "تلذهب"، بمنطقة الحولة، حيث تقول: "لقد اعتدنا على صناعة دبس البندورة على الطريقة اليدوية منذ عشرات السنين، لأنها تتميز بمذاقها الطيب والحامض، بعكس رُب البندورة الجاهز، الذي يباع في المحلات التجارية".


وتضيف الحاجة السبعينية "أم محمد"، من مدينة "كفرلاها"، أن رب البندورة يعتبر عصب المونة السنوية للعائلات المحاصرة في ريف حمص الشمالي، والتي تعتمد بغذائها خلال فصل الشتاء على المنتوجات الطبيعية المجففة، مؤكدة على أن رُب البندورة، المصنوع في منطقتها "الحولة"، هو الأفضل في سوريا، لأنه مصنوع من البندورة  "الكرزية"، والمعروفة محلياً بالبندورة "الجردية"، حيث تمتاز بمذاق طيب جداً وحامض وهي بعلية.

 وأكدت الحاجة "أم محمد"، أن منطقتها هي الوحيدة في حمص، التي ما تزال تزرع هذا النوع من البندورة الطبيعية 100%.

 ورداً على سؤال لــ "اقتصاد"، عن مواصفات "رب البندورة"، المصنوع منزلياً، قالت "أم حسان"، من قرية "طلف" التركمانية: "نسبة المياه المضافة تكون قليلة جداً في الصناعة اليدوية، ونسبة الملح أيضاً تكون أقل من المُعلّب، إضافة إلى عدم وجود مواد حافظة وملونات بالصناعة اليدوية".


وتقول "سعدية"، إحدى النساء اللواتي مازلن يصنعن "رب البندورة " في بيوتهن في حديثها لــ "اقتصاد"، إن "الوقت المناسب لصناعة مونتنا من رُب البندورة، هو شهر تموز/يوليو، حيث تكون الحرارة مرتفعة جداً، ليساعد عصير البندورة على التخلص من الماء، وليجف بشكل أسرع".

 ورداً على سؤال لــ "اقتصاد"، عن مراحل عملية التصنيع قالت "سعدية": "العملية تتألف من عدة مراحل، وهي اختيار كمية من البندورة المناسبة حيث تكون حمراء وطرية وناضجة تماماً، وفي ريف حمص الشمالي (منطقة الحولة) معظم السكان يزرعون البندورة الكرزية، وبالتالي يقطفون البندورة من أرضهم الزراعية، ويصنعون مونتهم من دبس البندورة من إنتاجهم وعلى مراحل".

وأضافت تقول: "بعد تأمين البندورة، يتم غسلها بشكل جيد، وتوضع في غسالة يدوية ويضاف إليها الملح، وبعد عملية العصر في الغسالة، يُصفَّى العصير من البذور والقشور، ثم توضع في صحون كبيرة فوق سطوح المنازل لمدة أسبوع تقريباً حتى تتبخر المياه بشكل كلي من العصير، ويصبح متماسكاً".

وكما تقول خديجة لــ "اقتصاد"، فإن عملية صناعة رب البندورة، عملية مرهقة خاصة في مرحلة العصر، وهي تحتاج إلى مساعدة
الجيران، وفرصة أيضاً للتعبير عن روح التعاون بين الأقارب.


وعلم موقع "اقتصاد"، أن هناك طريقة أخرى لصناعة مونة البيت من دبس البندورة، حيث تقوم النساء في بعض القرى بريف حمص الغربي بطبخ العصير على النار للتخلص من الماء بشكل سريع، بدلاً من وضعه على السطوح لعدة أيام، إلا أن نسبة العائلات التي تعتمد على هذه الطريقة، قليلة جداً.

بقي أن نشير إلى أن كل 10 كيلو غرامات من البندورة، يستخرج منها كيلو واحد من الدبس الصالح للاستعمال لعدة سنوات.


ترك تعليق

التعليق