اقتصاديات.. معرض دمشق الدولي، أهلية بمحلية


الحديث عن مشاركات دولية وعربية كبيرة في معرض دمشق الدولي، بدأت تتضح حقائقه من خلال التغطية الإعلامية المرافقة للمعرض، والتي كشفت كم أن هذه المشاركة هزيلة ورمزية، ولا تمثل الدول المعلن عنها، وإنما تعود لأشخاص مغامرين، يبحثون عن المزيد من الربح، والسفر والحجوزات الفندقية المجانية.. وقد اتضح ذلك بالأخص في المشاركات العربية.

أما بالنسبة لهوية المعرض، فهي محلية مئة بالمئة، وهو لا يختلف كثيراً عن المعارض التخصصية التي أقامها النظام خلال الفترات الماضية، سواء فيما يخص الألبسة أو أدوات البناء.. إلخ، والميزة الوحيدة في معرض دمشق أنه يجمع كل هذه المعارض في مكان واحد.

والمضحك أكثر في المعرض الحالي، هو الإيعاز لجميع وزارات ومؤسسات الدولة للمشاركة، حتى تلك التي لا يوجد عندها ما تعرضه، وذلك من أجل أن يبدو المعرض كبيراً ومهماً.. وقد انعكس ذلك على حجم الزيارات، إذ أن الناس في اليوم الأولى اعتقدت بأن المعرض دولي بالفعل، وتوجهت إليه بعشرات الآلاف، ثم ما لبث أن انخفض العدد في اليوم التالي إلى بضعة آلاف.. أما الآن، فبالكاد يزوره المئات.. وما إن يصل المعرض إلى نهايته، قد لا نجد فيه سوى العارضين يزورون بعضهم البعض..!!

من جهة ثانية، يحاول المنظمون للمعرض من القطاع الخاص، وممن راهنوا على نجاحه، الإيحاء بأن هناك، يومياً، صفقات تصدير بمئات ملايين الليرات، لكن يا للعجب.. فلا اسم الشركة المصدرة معروف، ولا الجهة المصدر إليها كذلك، ولا حتى البضاعة التي تم الاتفاق على تصديرها، معروفة، فما هذا النوع الجديد من عقود التصدير السرية..؟!

أما بالنسبة للنشاط الحكومي في معرض دمشق الدولي، فحدث ولا حرج.. وزراء يذهبون وآخرون يعودون، وكل منهم يعرف أن الأضواء مسلطة جيداً على منبر المعرض.. لهذا أصبحت التصريحات والحديث عن تعافي الاقتصاد السوري، يتم تصديرها بـ "الشوالات" لوسائل الإعلام، وهذه الأخيرة، لا توفر جهداً في نقل هذه "الشوالات" للرأي العام، دون تمحيص أو تدقيق، وزيادة على ذلك ، ممهورة بعناوين براقة.. حتى ليظنن المتابع لهذه التصريحات بأن سوريا قاب قوسين أو أدنى، كي تصبح سويسرا.. وربما أهم..!!

إذاً.. البضاعة الوحيدة التي تم تصديرها من معرض دمشق الدولي، هي الوهم والكذب والتدليس على المواطن السوري، الذي أصبح أرخص سلعة يتم تداولها في سوريا النظام.. فلم يكتفوا بقتل ماضيه وحاضره، بل تتوجه معاولهم وبإمعان لتحطيم آماله أيضاً..

ترك تعليق

التعليق