إن كنت تريد تربية النحل في إدلب.. تعرف على التكاليف والصعوبات


تعتبر تربية النحل في مدن الشمال السوري مهنة قديمة متوارثة، توفر عسلاً له قيمة غذائية ودوائية لكثير من الأمراض، كما يزاولها كثير من الأهالي، حيث توفر مردوداً جيداً لأصحابها، وتعد من المشاريع التي تدر ربحاً كبيراً، نظراً لقلة تكاليف الإنتاج، وسرعة المردود الناتج.

ويساهم النحل، بحسب المهندس الزراعي أحمد جراد، بشكل كبير، في عمليات التلقيح لأزهار الأشجار المثمرة وبعض المحاصيل والخضروات وبالتالي يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، وتقدر تلك الزيادة في بعض الدراسات بنسبة تتراوح بين (24-30)%.


وكحال كل المهن في محافظة إدلب، تأثرت تربية النحل بصعوبات كثيرة منها قلة المراعي وندرة الأدوية وارتفاع سعرها، بحسب ما أكد المهندس أحمد جراد من ريف إدلب.

وأوضح: "خلايا النحل بحاجة لتنقل وتنوع المناخ، وملاحقة مواسم الأزهار. فكان المربي في السابق يقوم بنقل خلاياه بين المحافظات إلى الغوطة والرقة وحمص وسهول اللاذقية".


ويتغذى النحل على رحيق الأزهار لنباتات مختلفة كحبة البركة - واليانسون - والمحلب والكرز - زهر والليمون - والقطن..

ولكن بسبب صعوبة التنقل يقوم المربون بإدخال السكر كغذاء أساسي مما يضعف جودة العسل ويؤدي لارتفاع سعره؛ كما أن قلة الأدوية المخصصة للنحل وصعوبة إيجادها أدى لضعف إنتاج العسل؛ وبالتالي ارتفاع سعر كيلو العسل من 1000 ليرة قبل سنوات إلى 3000 وثم إلى 7000 ليرة سورية.


"أحمد الباسط"، مربي نحل من كفرنبل، قال لـ "اقتصاد": "تكلفة خلية النحل (نوعية الزمر) من  15 إلى 25 ألف ليرة سورية؛ والخلية من النوعية الفنية حسب قوتها، وهي عبارة عن إطارات، كل إطار نحل بـ 3500 ليرة؛ وتحتوي الخلية الكاملة على 5 إطارات تقريباً، ويصل سعرها إلى 17500 ليرة".


وتابع: "غذاء النحل، سكر، وسعر الطن 675 دولار؛ وذلك بسبب قلة المراعي ومواسم الجفاف التي طالت المحافظة في سنوات سابقة".

مشيراً إلى أنه للعوامل الجوية أثر كبير لاسيما موجة البرد التي شهدتها المنطقة هذا العام ما تسبب بموت كثير من النحل. "فقدت 140 نحلة من أصل 260، كانت عندي خلال الشتاء"، يقول "أحمد الباسط".


وانخفض عدد مربي النحل أو أصحاب هذه المهنة الأصليين والذين يعرفون بتربية 50 خلية على أقل؛ ويبيعون للسوق؛ وباتت تربية النحل مقتصرة على الهواة باقتناء خلية أو اثنتين؛ للمحافظة على تراث هذه المهنة من الاندثار.

ترك تعليق

التعليق