انتبه، لست في الصومال حتى يشرب أطفالك الطين.. أوضاع كارثية في مخيم الركبان


تعد (الخبرات) أو تجمعات الأمطار، المصدر الرئيسي لسكان مخيم الركبان على الحدود السورية – الأردنية، حيث يستخدمونها للشرب وللأغراض الأخرى.. فما هي هذه (الخبرات)؟، وما تأثيرها السلبي على صحة عشرات الآلاف ممن يقطنون مخيم الركبان؟

منذ 20 رمضان الفائت انقطعت المياه عن مخيم الركبان لكنها بقيت متدفقة في النقطة الغربية التي تبعد عن المخيم 5 كيلومتر ما أدى إلى تأثيرات سلبية على أهالي المخيم.


"المياه التي تأتي عبر النقطة الغربية البعيدة عن المخيم هي مياه أردنية صالحة للشرب لكن بهذه الطريقة يضطر اللاجئ للمشي 5 كم للحصول على غالونة ماء وهذا صعب جداً"، يتحدث "عماد أبو شام"، مدير المكتب الإعلامي لمنظمة "جسور الأمل" العاملة في المخيم.

أبو شام تابع حديثه لـ "اقتصاد": " نتيجة لذلك اضطر الأهالي لشراء المياه من الصهاريج التي تجرها جرارات زراعية بأسعار تتفاوت بين 1500 و 2000 ليرة سورية".

وأضاف: "لدينا أزمة خطيرة في المياه لأن حالة الفقر الكبيرة لدى الأهالي لا تسمح لهم بشراء الماء بمثل هذا السعر".

الجهات المسؤولة وعدت بإصلاح شبكات المياه في النقطة الشرقية لكن لم ينجز هذا الوعد بسبب بعض الصعوبات التي تواجه المسؤولين عن هذا الأمر.

جميع هذه الظروف جعلت اللاجئين في مخيم الركبان يعتمدون على حل بديل ربما يعتبر الأكثر كارثية.

عندما تهطل الأمطار تتجمع المياه في بحيرات صغيرة تدعى (الخبرات) يقوم اللاجئون بتصفيتها بطرق بدائية.

وقال عماد أبو شام إن المادة التي تصفى من خلالها هذه المياه تدعى الشبة، لكن هذه الطريقة لا تكفي لجعل المياه صالحة للشرب. وأضاف: "إنهم يقومون بوضع مادة الشبة في الوعاء الذي يحوي مياه الخبرات الملوثة بعد فترة تترسب الأوساخ والطين في الأسفل وتغدو المياه في الأعلى صافية نوعاً ما".

مستوصف منظمة جسور الأمل في الركبان الذي يعتبر المستوصف الوحيد في المخيم قال إن حالات مرضية عديدة كالإسهال والإقياء والالتهابات المعوية ازدادت بين اللاجئين خصوصاً عند الأطفال والنساء جراء هذه المياه الملوثة.

وفي الفترة الأخيرة حدثت عدة حالات إصابة بالرمل والحصى في الكلى لنفس السبب.


يعيش سكان مخيم الركبان في خيم وفي غرف مبنية من الطوب (الطين المخلوط بالتبن).

ولا يحصل الأهالي على الأدوية والخدمات والأغذية عدا ما تقدمه منظمة جسور الأمل التي قامت بدعم المكتب الخدمي في المخيم برواتب لشهرين وتزوده بالمحروقات، إضافة لتقديم الأدوية للاجئين.

ويتجاوز عدد سكان المخيم 60 ألف نسمة. ولأيام عديدة فرضت الحرب الدائرة بالقرب من المنطقة حصاراً كاملاً على مخيم الركبان الفقير من كل شيء، ما يؤذن بكوارث إنسانية بدأ الأهالي بمعايشتها على أرض الواقع.

ترك تعليق

التعليق