بالصور: حرفي سوري يبرع في صناعة الثريات اليدوية في تركيا


برع الحرفي السوري، خلف الرملي، في صناعة ثريات يدوية بتصميمات فاخرة وراقية وعصرية، لتُعلّق في أسقف أفخم الصالات والأندية والمولات في عدد من المدن التركية.

ويتحدر الرملي من قرية العبد لبوعمر، بريف دير الزور. عمل معلم حرفة بعد تخرجه من المعهد الصناعي بدمشق عام 1984 وكان الأول على رفاق دراسته في قسم اللحام والتشكيل منذ الصف العاشر، وبعد تخرجه أنجز العديد من المجسمات التزيينية في دير الزور، ومنها الدلة في مدخل دير الزور، والكرة الأرضية وسط المدينة.



 وبعد اندلاع الثورة، لجأ الرملي إلى تركيا بعد أن دُمّر منزله بالكامل بقصف للطيران، ولم يمنعه اللجوء من متابعة مهنته في التشكيل والتصميم. واتجه لتصميم الثريات في المطاعم والصالات الكبرى بأنواعها المختلفة الشرقية والكلاسيك والمودرن.

يعيش الرملي في مدينه الازيغ (شرق الأناضول)، وهي مدينة جميلة ثلجية تمتاز بشعبها الطيب والمحب للخير، الذي لا يتجاوز الـ 450 ألف نسمة، حسب وصفه. ولم يتمكن الرملي من افتتاح ورشة خاصة به نظراً لضيق إمكانياته المادية، ولكنه بدأ بالتعامل مع عدد من المهندسين والشركات الذين يرغبون بعمله اليدوي المختلف عن منتجات الآلة.


 وحرص -كما يقول- لـ"اقتصاد" على رسم الثريات بشكل منظور ومن ثم تطبيقها على الواقع. وتابع محدثنا أن عدداً من المهندسين الأتراك أعجبوا بأعماله الحرفية ونشروا صورها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

 وأردف بأن الشركات التي يعملون بها تنتج ثريات جميلة جداً ولكنهم يرغبون بالأعمال اليدوية التي تنم عن المهارة والدقة والجمالية كما هي الثريات المصنوعة في دمشق والتي حازت –كما يقول- المرتبة الأولى في العالم العربي والمستوى الخامس في العالم بعد إيطاليا وتشيك والنمسا.

وتُعد الثريات القديمة التي امتاز السوريون بتصنيعها من مواد مختلفة كالفضة والبرونز والحبال والمرايا والكريستال نموذجاً عن الشرقيات المميزة بزخارفها التي حافظ عليها الحرفي السوري.


ولفت محدثنا إلى أن عمل الشركات في تركيا له صبغة تجارية وينتجون بكميات كبيرة بغرض الربح السريع، ولكن هناك أتراك يهوون العمل الأثري ولذلك أنتج الرملي طاولات قاعدتها من الحديد وسطحها من جذع التوت، وبدت هذه الطاولات أشبه بطاولات القصابين في سوريا، ولكنها تتميز بمظهرها التراثي ومتانتها.

وأشار الرملي إلى أنه اضطر للعمل بالأجرة ليعيش ويدفع أجور بيته وفواتير الكهرباء والمياه ويعيل أطفاله السبعة وسط ظروف الغربة الصعبة، لافتاً إلى أنه تعلم من الأتراك أشياء كثيرة وأهمها حب العمل والوطن، معرباً عن أمله بالعودة إلى سوريا حيث لا حروب ولا ثارات ليساهم في بنائها ونهضتها.




ترك تعليق

التعليق