المنح الجامعية والطلبة السوريون في الأردن.. فرص تنغصها الكثير من العوائق


العديد من طلبة الجامعة السوريين اضطروا لترك دراستهم الجامعية في سوريا، وتشتتوا في بلاد عدّة، ومنها الأردن. بعضهم كان على وشك إنهاء المرحلة الجامعية، ومنهم من كان في بداية هذه المرحلة. فواجهوا صعوبات شتى في إكمال تحصيلهم الأكاديمي.

حول هذه القضية حاور "اقتصاد"، عضو الفريق التطوعي لخدمة الطلبة السوريين في جامعة الزرقاء، محمد الرواشدة، (تخصص هندسة برمجيات)، الذي أوضح أن القليل من الطلبة السوريين الذين جاؤوا إلى الأردن استطاعوا الالتحاق بالجامعة لمتابعة دراستهم، بينما عدد هائل جداً لم يستطع الالتحاق بالجامعات الأردنية بسبب الأوضاع الاقتصادية وصعوبتها، والتكلفة الباهظة للدراسة في الجامعات الأردنية، وهو ما لا تتحمله عائلة سورية متوسطة الدخل. فكانت مأساة حقيقية لعدد كبير من الطلبة السوريين وعائلاتهم، أثرت بشكل كبير على نفسية الطالب.

يضيف محمد: "في بداية عام 2016 تقريباً بدأ مشروع المنح يتوسع، بعد أن كان محدوداً في السنوات السابقة. ويعمل هذا المشروع داخل الجامعات الأردنية لدعم جهود الطلبة السوريين المنقطعين عن دراستهم والراغبين في إكمالها. وكان هذا بمثابة حبل النجاة لعدد كبير من الطلبة للحصول على فرصة متابعة الدراسة. ومن هذه المنح منحة EDU-SYRIA المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي ممثلاً بالجامعة الألمانية بالتعاون مع جامعة الزرقاء وكلية القدس. وكانت هذه المنحة للحصول على درجة البكلوريوس والتدريب المهني. وربما كان لهذه المنحة النصيب الأكبر من عدد الطلبة السورين الذين تم قبولهم فيها خلال مرحلتين هما EDU-SYRIA 1 و EDU-SYRIA 2 على مدى أربعة فصول. وكانت الأولوية للطلاب السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء. ويبلغ عدد طلاب المنحة من 650 إلى 700 طالب. ومن المنح أيضاً منحة دافي، فطلابها موزعين على عدة جامعات في الممكلة، يبلغ عددهم قرابة 280 طالباً. وأيضاً منحة الحكير وجسور الأمل في جامعة الزرقاء، خاصة للطلاب المقيمين في مخيمات اللجوء".

وقد نوه محمد بأن من أهم المعوقات التي تواجه الطالب عند التقديم للمنحة، صعوبة الحصول على الشهادة الأصل كاملة التصديق أو الأوراق الجامعية، فنسبة كبيرة من الطلبة السوريين خرجوا من سوريا وتركوا شهاداتهم في الجامعة، ولم يتسنى لهم الحصول عليها.

أيضاً من المعوقات، عدم مقدرة الطلاب على التوفيق بين العمل والجامعة بسبب دوام الجامعة وظروف العمل، فأغلبية الطلاب هم معيلين لأهلهم، فيضطرون للانسحاب من التقدم للمنحة، وتفضيل العمل، مع أنه قد يكون لديهم الرغبة الشديدة في إكمال تعليمهم، فالمبلغ المقدم من المنحة كراتب كل فصل، لا يستطيع تأمين حاجاتهم كاملة.

وقد أشار محمد إلى أن المنح الموجودة حالياً لا تسد حاجة الطلبة السوريين الموجودين في الأردن، فهناك عدد هائل من الطلبة السوريين سواء من حاملي التوجيهي الأردني أو المنقطعين عن الدراسة في سوريا، ينتظرون فرصة منحة لإكمال تعليمهم.

وفي ختام حديث محمد لـ"اقتصاد"، وجّه الشكر للجهات المانحة والداعمة لهذه المنح، الذين كانوا عوناً وحبل نجاة للطلبة السوريين الراغبين في إكمال تعليمهم، وللمؤسسات التعليمة الأردنية على دعمها وتسهيلاتها وخاصة جامعة الزرقاء، التي تضم تقريباً أكبر عدد من الطلبة السوريين المستفيدين من المنح.

وفي نفس السياق، حاور "اقتصاد" عضو الهيئة التدريسية في جامعة الزيتونة، قسم اللغة الإنكليزية، الدكتورة ناهد غزول، التي أكدت أن الأعداد التي تستوعبها المنح الموجودة، ما تزال قليلة جداً، مقارنة بعدد الطلاب السوريين، لكنها أحسن من لا شيء. والأمر الأهم هو ضعف نسبة المنح في اختصاصات العلوم الطبية التي لا تتجاوز 3%، مع أن هناك الكثير من طلاب الطب السوريين الذين أتوا من سوريا ولم يستطيعوا إكمال دراستهم حتى الآن.

وقد نوهت الدكتور ناهد أيضاً لموضوع منح الدراسات العليا التي تشترط عُمُرَاً معيناً للقبول، هو 32 سنة. فالطالب الذي خرج من سوريا ولم يكمل دراسته منذ 7 سنوات، أكيد عمره تجاوز هذا الحد، فلا يستفيد من المنحة. وهذا يسبب عائقاً كبيراً.

وقد أشارت الى أن الراتب المقدم من المنحة لا يكفي كافة الاحتياجات ويضطر الطالب للعمل باقي الوقت كاملاً بعد الجامعة، وهذا ما يؤثر على تحصيله العلمي.

في حين أن المشكلة الأكبر هي البعد المكاني بالنسبة لطلبة المخيمات. فالجامعات بعيدة عن المخيمات. وهذه ليست الصعوبة الوحيدة، فإمكانية أخذ إجازة من المخيم للذهاب للجامعة ليست متاحة في كل وقت وحين.

ختمت الدكتور ناهد حديثها لـ "اقتصاد" بأنها تأمل في تحسن ظروف المنح للطلاب السوريين في الأردن، الذين حققوا تفوقاً في مجال التحصيل العلمي، ويستحقون دعماً ليكون لهم مستقبل أفضل.

ترك تعليق

التعليق