في أقل من 3 ساعات.. كوافيرة قد تحصل على ثلثي راتبك الحكومي في درعا


شهدت أجور تلبيس العرائس في ريف درعا هذا الموسم ارتفاعاً ملحوظاً، ما أصبح يشكل عبئاً كبيراً على كاهل المقبلين على الزواج، الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية سيئة.

وأشار "أبو فوزي"، 65 عاماً، وهو أب لعريسين، أنه تقبل كل نفقات العرس دون اعتراض على أي منها، لأنها مستلزمات ضرورية كما يقول، إلا أنه لم يتقبل ولم يستوعب فكرة أن يدفع 50 ألف ليرة سورية، أجرة تلبيس وتزيين العروسين في ليلة الحنة ويوم العرس.

وأضاف أن الكوافيرات بتن يحصلن على مبالغ كبيرة، تفوق أحياناً تكاليف حلو الضيافة، وخاتم الخطبة، وهو أمر يثقل كاهل العريس، لذي ذاق الأمرين حتى جمع نفقات العرس، في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

وتقول "أم غازي"، 50 عاماً، وهي معلمة مدرسة، إن البلاد تعيش حالة  فوضى في كل شيء، وانفلات الأسعار والأجور يعود إلى غياب الرقابة حيث لا يوجد حسيب ولا رقيب لا على الأسعار ولا على غيرها، وبالتالي فإن أجور تلبيس العرائس شأنها شأن غيرها لا تخضع لأي رقابة، لافتة إلى أن تلبيس العروس في ليلة الحنة والعرس، تكلف العريس ما بين 25 و 30 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير حسب وصفها، ولا يتناسب مع الجهد الذي تبذله الكوافيرة، ولا مع ثمن مواد الزينة التي تستخدمها.

وأضافت أن أجور فساتين العرس تزداد إذا كان الفستان جديداً ولم يستخدم من قبل، إذ تزيد أجرته عن القديم بنحو خمسة آلاف ليرة سورية، فيما تبلغ أجرة الماكياج خمسة آلاف ليرة سورية، وأجرة لف الشعر مثلها، وأجرة صباغة الشعر نحو 4 آلاف ليرة سورية، أما أجرة قص الشعر فتتراوح ما بين 1500 و 2000 ليرة سورية.

ويقول عبد المولى الحسن، 25 عاماً، وهو عريس يتحضر للزواج، إن المبلغ الذي تتقاضاه الكوافيرة كبير مقارنة مع دخله، مشيراً  إلى أنه عمل سنوات طويلة حتى استطاع تأمين الحد الأدنى من تكاليف العرس، فدخله اليومي لا يتجاوز الـ 2500 ليرة سورية.

وأشار إلى أن تلبيس وتزيين عروسه يتطلب منه أن يعمل عشرة أيام لتأمين أجرة الكوافيرة.

فيما أكد سامي يوسف، 32 عاماً، أن أجرة تلبيس عروسه تعادل ثلثي أجره الشهري تقريباً.

ولفت إلى أنه موظف حكومي، ولديه قدم وظيفي أكثر من 7 سنوات، ومع ذلك فإن راتبه لا يزيد عن 35 ألف ليرة سورية شهرياً، فيما تحصل الكوافيرة على ثلثي راتبه في أقل من ثلاث ساعات.

من جهتها، أكدت سماهر العبدالله، وهي طالبة  جامعية، أن أجور تلبيس العرائس متفاوتة من مكان إلى آخر، وهي ترتبط بشهرة وكفاءة الكوافيرة المهنية، وجودة لمساتها الفنية والجمالية التي تظهر بها العروس، مبينة أن الأجور تبدأ من عشرين ألف وتصل إلى أكثر من ثلاثين ألف ليرة سورية، وأن الملبسة أو الكوافيرة هي صاحبة القرار في تحديد أجر تلبيس العروس.

وأضافت أن عدم القدرة على التنقل بين المناطق بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، وارتفاع أجور النقل، تتحكم أيضاً في ارتفاع أجور تزيين العرائس، ما يجعل الكوافيرة تطلب الأجر الذي تريد، دون أن يعترضها أحد، بسبب عدم وجود بديل أحياناً، ولصعوبة الانتقال إلى كوافيرة أخرى في مدينة أو بلدة أخرى. 

وتؤكد أسماء، 30 عاماً، وهي تعمل كوافيرة، أن ثمن مواد الزينة أصبح غالياً جداً، وأن الحصول على هذه المواد ليس بالأمر السهل بسبب الحصار المفروض على المناطق، لافتة إلى أنها تدفع ثمن مواد الزينة عشرات أضعاف سعرها الحقيقي، بسبب عدم توفرها في المنطقة.

وأضافت أنها تضطر إلى تشغيل المولدة لساعات طويلة أثناء عمليات تصفيف الشعر واستخدام الأدوات الكهربائية، إضافة إلى أنها تبذل جهوداً مضنية في تزيين العروس، مشيرة إلى أن الأجر أمام هذا الجهد عادي جداً، حسب وصفها.

وقالت إن الفتاة لا تتزوج كل يوم، وفستان العرس هو حلم أي فتاة، فلا ضير إن دفعت هذا المبلغ  مقابل ذلك.

وأضافت أن عملها ينشط في فصل الصيف، ومع نهاية المواسم الزراعية، حيث يباشر الأهالي تزويج أولادهم في هذه الأوقات  بالتزامن مع  تأمين نفقات الزواج، مشيرة إلى أنها تحصل على أجور أقل من غيرها بنحو خمسة آلاف ليرة سورية، وأنها تقوم بتلبيس ما بين عروسين وثلاث عرائس كل أسبوع على الأقل، فيما باقي الوقت من السنة لا تلبس عروساً واحدة أسبوعياً.

ورفضت السيدة أسماء الإعلان عن دخلها السنوي، إلا أن مطلعين على واقع الأمور، قدروا دخل بعض الكوافيرات السنوي بنحو 2500 دولار على الأقل، وهو مبلغ يفوق بعدة مرات دخل الموظف الحكومي من الفئة الأولى.

ترك تعليق

التعليق