ثلاثة أيام في طهران.. هزت عماد خميس والوفد المرافق له


لم يكن حضور رئيس وزراء النظام، عماد خميس، لحفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في الخامس من الشهر الجاري، ممثلاً لبشار الأسد، لم يكن مهمة برتوكولية فقط، بل إن خميس استغل المناسبة، وبحث مع القادة الإيرانيين عملية تطوير العلاقات الاقتصادية مع نظامه إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن، مبدياً الاستعداد لتقديم كافة الضمانات التي من شأنها تسهيل حركة رجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين في سوريا، بالإضافة إلى إعادة تفعيل عمل اللجان الوزارية العليا المشتركة بين البلدين، والتي أوقفتها إيران قبل أكثر من خمس سنوات، في دلالة على أنها لم تعد تنظر إلى سوريا على أنها دولة مستقلة عنها، وإنما محافظة تابعة لها..

خميس الذي كان يرافقه وفد إعلامي من دمشق، بالإضافة إلى سفير النظام في طهران، عدنان محمود، تلقى بدوره ضمانات من الجانب الإيراني بعدم التخلي عن نظامه، لا عسكرياً ولا سياسياً ولا اقتصادياً، حيث أخبره رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، بأن طهران ماضية حتى النهاية مع النظام ومهما كانت النتائج.

هذا الدعم المطلق من قبل إيران، دفع خميس بحسب ما نقل عنه الوفد الإعلامي المرافق، إلى تقديم المزيد من الطلبات، والتي كان على رأسها زيادة الحصة المخصصة لإيران في معرض دمشق الدولي إلى أكثر من 2000 متر مربع، وهو ما حصل عليه خميس على الفور، إذ اعطى نائب الرئيس الإيراني توجيهاته بتنفيذ هذا المقترح على الفور.. ومن جانبه وعد خميس، أنه حال عودته إلى دمشق سوف يتابع بنفسه هذا الأمر.

وذكر بعض الإعلاميين المرافقين لـ "خميس"، أنه لم يهدأ طوال الأيام الثلاثة التي قضاها في طهران من عقد اللقاءات والمباحثات، رغم انشغال المسؤوليين الإيرانيين بحفل التنصيب، إلا أنهم لم يبدوا انزعاجهم من هذا الأمر بل كان خميس يلقى حفاوة وتقديراً في كل مكان يقصده، إذ كان يتم استقباله وتوديعه على أبواب الإدارات الحكومية التي يديرونها، بعكس البروتوكول الإيراني.. بالإضافة إلى أن الابتسامة وكلمات الترحيب لم تكن تفارق وجوههم خلال لقائهم مع خميس.

من جانبه، لم ينس الوفد الإعلامي المرافق لـ "خميس"، أن ينقل إعجابه بالحضارة الإيرانية وجمال الطبيعة والحدائق الغناء التي تنتشر في كل مكان، بالإضافة إلى حسن التنظيم لحفل التنصيب والدقة العالية في خدمة الضيوف الذين يمثلون أكثر من 108 دولة ومنظمة وجهة حزبية، على رأسها حماس..

كما نقل أعضاء الوفد الإعلامي عن خميس، إعجابه بنتائج الزيارة، التي كانت مخصصة لحضور مناسبة رسمية، بينما حولها هو إلى زيارة عمل، كما لم يخف خميس دهشته مما شاهده من حضارة وتطور في إيران، وكأنها المرة الأولى التي يزور فيها هذا البلد.

وكتب الصحفي زياد غصن، واصفاً نهاية زيارة خميس إلى طهران، "بين فندق آزادي طهران، حيث كانت إقامة العديد من الوفود المشاركة، ومطار مهر آباد، يسرق جمال الحدائق المترامية على جانبي الطريق أنظار الجميع".

وتابع: "منظر يكاد لا يشغل الزائر عن الاستمتاع به، سوى سؤال تبدو إجابته ليست بقريبة المنال: هل يمكن لبعض دول المنطقة أن تنشغل فعلاً بتجميل حدائقها بدلاً من إشعال النار في حدائق الآخرين..؟".

ترك تعليق

التعليق