بجهود ذاتية وتبرع أهل الخير.. أطباء سراقب يطلقون أول قسم للحواضن في المدينة


تعالت أصوات الأطفال الذين غلبهم البكاء جراء فحص الطبيب المسؤول للعديد منهم. وضع الطبيب سماعة طبية على صدر أحد الأطفال بينما كانت مجموعة من الأطفال حديثي الولادة تنام في حواضن شفافة اللون في الغرفة الثانية.

قبل فترة من الزمن كان قسم الحواضن في مشفى الإحسان بمدينة سراقب، شرقي محافظة إدلب، عبارة عن 3 حواضن لا تستقبل سوى الأطفال الخدج . كما لا يمكن استقبال المرضى من الأطفال نظراً لعدم وجود غرف خاصة في المشفى.

أما اليوم، غدا هذا الفرع الضروري جزءاً منفصلاً عن المشفى، حيث يقول الدكتور "حسن جرود" في حديث لـ"اقتصاد"، إن القسم الذي يشرف عليه يحوي 9 حواضن و 3 غواصات للأطفال المصابين باليرقان إضافة لـ 5 غرف مزودة بأسرّة تكفي 20 طفلاً.


"عدم وجود قسم للحواضن في سراقب كان يؤرقني ويشعرني بالتقصير رغم الصعوبات وحملات الطيران على المدينة"، يتحدث حسن جرود، بينما كانت نظراته تعبر عن ألم دفين سرعان ما تلاشى وهو يتابع بالقول: "كان تصميمي يزداد يوماً بعد يوم على إنجاز قسم أطفال منفصل يفي بحاجة سراقب وما حولها من ريف واسع لكن كنا نصطدم بعدم وجود الدعم المادي والمكان الآمن مقبول التهوية".

"بطبيعة الحال شرعنا في نشاط تطوعي لتجهيز بعض الغرف لقسم الأطفال، لكن في أحد الأيام أتى شاب وتبرع بحاضنتين، ومن هنا كانت البداية".


على "فيسبوك" شكر الدكتور "حسن جرود" الشاب المتبرع ليعلم بهذا الأمر بعض الشباب المغتربين الذين تبرعوا بدورهم فكان مجموع ما وصل إلى الطبيب 8 آلاف دولار خلال أسبوعين.

قام المسؤولون بتأهيل شقة من خمس غرف كبيرة حوت غرفة إسعاف وغرفتين لقبولات الأطفال وغرفة حواضن وغرفة تمريض. ويقول "جرود" إنهم ينتظرون إقلاع قسم العناية بمنافسه الثلاث، منفسة خاصة بالأطفال، ومنفستين تصلحان لمرضى الأطفال والكبار في الفترة المقبلة.

يتلقى المرضى علاجهم في مشفى الإحسان بشكل مجاني. ويضم المشفى كافة الاختصاصات الجراحية والداخلية كما يعمل فيه كادر تمريضي وخدمي كبير و 18 طبيباً من كل الاختصاصات.


وعلى مدار الأسابيع الثلاثة لافتتاحه استقبل قسم الحواضن عشرات الحالات.

أصيب "أحمد" الذي لا يتجاوز عمره 5 سنوات بلدغة عقرب في إحدى القرى التابعة لسراقب وعند تحويله إلى مشفى الإحسان تمكن الأطباء المسؤولون من معالجته ليعود إلى ضيعته سليماً معافى.

أما "سامر" ذو الـ  6 أعوام والذي أصيب بحالة تسمم غذائي فخضع للرعاية ذاتها التي جرت لأحمد ما أدى إلى تعافيه من حالة التسمم.

وعلى الرغم من عدم وجود أي قسم حواضن آخر في المدينة يقول الدكتور "حسن جرود" إن مشروعه الجديد يكفي لحاجة سراقب وما حولها من عشرات القرى.


ترك تعليق

التعليق