توقف مقالع "الخرنوبة".. هل يؤدي إلى اقتتال بين فصائل القلمون الشرقي؟


بعد نشاط ملحوظ في العمل المضني والشاق توقف عمال مقالع الخرنوبة، شرقي بلدة الرحيبة، بالقلمون الشرقي، لتغدو أكثر من 300 أسرة دون معيل، وفقاً لمصادر من داخل المنطقة.

وعلى مدار الأيام السابقة احتدم الجدل بين سكان المنطقة وفصائلها حول سبب توقف مقالع الحجر عن العمل، حيث أشيرت أصابع الاتهام نحو لواء يتبع لفيلق الرحمن، كان يشرف على العمل في المنطقة المذكورة.

وتقع منطقة الخرنوبة شرقي بلدة الرحيبة، وتطل مرتفعاتها على بيوت البلدة، وعدا عن توفر عدد كبير من مقالع الحجر فيها، تعتبر المنطقة مربطاً لمواشي البلدة.

وقال الناشط "أبو أحمد الرحيباني"، متحدثاً لـ "اقتصاد" عن هذه الأزمة المستعصية على الحل حتى اللحظة، "توجد منطقة مطلة على الرحيبة تدعى الخرنوبة وهي عبارة عن تلال وجبل تمتاز بتوفر مقالع البحص والرمل. مع بداية الثورة السورية تأثرت جداً هذه التجارة، وتحولت المقالع والمكاسر لمناطق يتحصن فيها الثوار وانهال النظام عليها يومياً وبدون توقف بالقصف المدفعي والطيران. ومن ثم أصبحت منطقة لصد هجوم تنظيم (الدولة الإسلامية) على القلمون الشرقي. وصمدت 3 سنوات ولم تسمح الفصائل للتنظيم بالتقدم".

وأضاف: "مع بداية تخفيض التوتر بدأت المقالع تعود للعمل ولكن بشكل جزئي وخفيف. وهنا بحكم وجود الفصائل، برز اسم لواء الصناديد التابع لفيلق الرحمن، في تسيير أمور المقالع. وبعد فترة بسيطة تحول إلى استغلال مريع، وتحكم بقوت الناس، لذلك توجه العمال وأصحاب المقالع بطلب لباقي الفصائل، لإيقاف فيلق الرحمن. فتحركت جميع الفصائل وطلبت من فيلق الرحمن الابتعاد عن عملهم. لتتفاجأ المدينة بغضب عارم للنظام وعودة استهدافه للمقالع بالقصف الجزئي. ومنع خروج أي أحجار أو بحص ورمل من المدينة".

وقال الرحيباني: "بذلك تضررت 300 عائلة تقريباً. وتعمل الهيئات المدنية والشرعية لإيجاد مخرج يتمثل بتسليم تنظيم العمل لجهة مدنية".

مصادر لـ "اقتصاد" ذكرت شهادة لأحد العمال في مقالع الخرنوبة، تتحدث عن دور لواء الصناديد التابع لفيلق الرحمن، في تشكيل هذه الأزمة.

تفيد الشهادة بتغول أحد قادة اللواء المذكور على العمل في المقالع، معتبراً نفسه شريكاً في الربح الذي ينشأ عن العمل في جميع مقالع المنطقة.

الشخص المذكور ويدعى "أبو حذيفة عماد"، خفض أجور العاملين في المقالع، كما طرد عدداً من العمال ووظف آخرين بناء على أهوائه الشخصية، فارضاً على العمال ساعات دوام معينة وأماكن محددة للعمل.

مصادرنا قالت إن فصائل المنطقة تدخلت بعد العديد من الشكاوي التي قدمها أصحاب المقالع لوقف الظلم والتعنت الذي يمارسه هذا الشخص.

ويظهر أن المشكلة لم تدخل طريقها للحل حتى اللحظة. كما يخشى البعض نشوب اقتتال داخلي بين الفصائل بسبب هذه المشكلة.

"اقتصاد" يطرح المشكلة بناء على مصادر خاصة، واضعاً المسألة برسم الفصائل المتواجدة في الرحيبة، للسعي إلى إدارة عجلة العمل في مقالع الخرنوبة مجدداً، ورفد عشرات الأسر بدخل مقبول كانت توفره لهم.

ترك تعليق

التعليق