آفة زراعية غامضة تفتك بنبات الصبار في ريف درعا الغربي


أكد شهود عيان من ريف درعا الغربي، أن مرضاً خطيراً بدأ يظهر على نبات الصبار، يُشاهد أول مرة في بعض قرى الريف المذكور.

وأشار الشهود إلى أن "المرض يبدو على شكل ذرات بيضاء، شبيهة بذرات الثلج الكثيفة، أو القطن الأبيض، تتراكم حول نبتة الصبار، وعلى ألواحه العريضة، وتتسبب بهلاك الثمرة والألواح معاً".

وأضاف الشهود أنه "عند فتح الثمرة أو اللوح المصاب يخرج منها سائل أحمر كالدم، الأمر الذي جعل الكثير من الأهالي يتوقفون عن تناول الصبار، خوفاً من إصابتهم بالأمراض"، لافتين إلى أن إشاعات كبيرة تدور في المنطقة حول أسباب الآفة وأضرارها على صحة الإنسان.

وقال أبو غسان، 56 عاماً، وهو مزارع من ريف درعا الغربي، إن سياج منزله من الصبار، بدأ يذبل ويفقد حيويته، بعد أن أصيب بالمرض"، مشيراً إلى أنه أول مرة في حياته يشاهد هذا المرض.

وأضاف: "كنت أظن أن ارتفاع درجة الحرارة وقلة المياه هما السبب في ذبلان الصبار، لكن تبين أن مرضاً خطيراً على ما يبدو قد أصابه، والكل هنا بات عاجزاً عن فعل أي شيء لإنقاذ المزروعات المصابة".

وأشار إلى أن المزارعين قاموا بالتخلص من الأشجار المصابة بنقلها بعيداً خارج الحقول والمناطق المزروعة بنبات الصبار، كي لا تنتشر العدوى وتلحق الأذى بالأشجار السليمة.

فيما أكد أحمد الناجي، 39 عاماً، وهو فلاح يملك حقلاً من الصبار، إنه لا يعرف سبب هذا المرض، معبراً عن اعتقاده أن تكون آفة حشرية دخيلة تسببت به.

وأضاف أن "نبات الصبار لم يعد مجرد أشجار تستخدم لسياج المباني الريفية، بل أصبح محصولاُ اقتصادياً يدر أرباحاً معقولة  على أصحابه"، لافتا  إلى أن زراعة الصبار باتت تنتشر على نطاق ملحوظ  في ريف درعا الغربي، ولاسيما في المناطق الوعرة حيث تشكل بيئة مناسبة لزراعته.

ولفت إلى أن "نبات الصبار أصبح من الزراعات الاقتصادية التي تعتمدها بعض الأسر كمصادر للدخل، لاسيما أن زراعته غير مكلفة، ولا تحتاج إلى كثير من العناية والاهتمام كباقي الأشجار المثمرة، حيث لا تتطلب حراثة وتهوية وتسميد وعناية خاصة إضافة إلى أن أرباحه مضمونة". 

وقال: "حقلي هذا بدأ بالإنتاج قبل ثلاثة أعوام، وقد حققت منه أرباحاً صافية نحو 250 ألف ليرة سورية العام الماضي"، مبيناً أن إنتاجه يستهلك محلياً في المنطقة، وينقل قسم منه إلى أسواق الخضار والفواكه في مدن محافظة  درعا الآمنة، وإلى خارج المحافظة، حيث يتم بيعه هناك. 

المهندس الزراعي، عبد القادر الأحمد، قال إن "هذا المرض يدعي /المن القطني/، وهو مرض غير منتشر على نطاق واسع تسببه حشرة خاصة يعتقد أنها دخيلة على منطقتنا". 

وأضاف أن "هذا المرض يظهر لأول مرة في المنطقة وهو مرض مجهول الهوية، لكن الوثائق والدراسات تؤكد بأنه مرض تسببه حشرة خاصة تنتشر بسرعة كبيرة في الثمار والألواح والجذور، وتتسبب بالقضاء على النبات إذا لم تتم مكافحتها بطرق علمية صحيحة".

ولفت إلى أن "علاج هذا المرض يحتاج إلى جهود كبيرة ومواد مكافحة وإمكانيات فنية ومادية عالية، لكن  ظروف الحصار الذي تفرضه قوات النظام على بعض المناطق المحررة، وعدم وجود جهات زراعية تشرف وتتابع هذه المناطق، يضاف  إلى ذلك عدم  توفر أدوية لمكافحة الآفات الزراعية، يعيق من تقديم أي خدمات علاجية للأشجار المصابة، ما يعني أن مرض المن القطني، سينتشر بصورة أسرع، وسيتسبب بهلاك أعداد كبيرة من نبات الصبار".

ودعا إلى ضرورة "رش المبيدات الحشرية المتوفرة في المنطقة، لمكافحة هذه الآفة الزراعية الخطيرة وإيقاف انتشارها قبل أن تفتك بمساحات واسعة وتنتقل إلى مناطق أخرى".

وقال إن "الأمراض والآفات الزراعية في المنطقة والأضرار الناجمة عنها، لم تتوقف على نبات الصبار وحده، بل تسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر المياه الكافية لسقاية الأشجار المثمرة أيضاً، في يباس الكثير من أنواع الأشجار، وأدى إلى إصابتها  ببعض الآفات الزراعية في ظل عجز تام من قبل الأهالي، عن تقديم العلاج المناسب، بسبب ضعف الإمكانيات، وهو ما انعكس سلباً على الإنتاج كماً و نوعاً".

يشار إلى أن الصبار فاكهة صيفية شديدة الانتشار في مناطق درعا، وهي طيبة المذاق ولها فوائد غذائية وصحية وصناعية، بسبب غناها بالتراكيب الطبيعية المفيدة.

ترك تعليق

التعليق