جامعة إدلب تستقل عن المؤقتة والفصائل.. لماذا؟


أصدرت جامعة إدلب قراراً أعلنت فيه استقلاليتها عن الإدارة المدينة بإدلب، وذلك عقب سيطرة هيئة تحرير الشام على المحافظة.

وبيّنت الجامعة أن قرارها جاء ليمنحها الاستقلال التام وسعياً منها لإزالة الصعوبات ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ في الأعباء ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ الطلاب وذويهم؛ والحصول ﻋﻠﻰ الاعتراف ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ عنها.

الدكتور "محمد الشيخ " المنتخب حديثاً ﺭئيساً جديداً للجامعة قال لـ "اقتصاد"، إن جامعة إدلب لم تتبع لمجلس التعليم العالي التابع للحكومة المؤقتة؛ وهي تعمل على إنشاء مجلس مستقل.

وأضاف الشيخ في حديثه لـ "اقتصاد": "بهذا التعميم تكون قد انتهت ولاية الفصائل وإدارة إدلب على جامعة إدلب"، مؤكداً أن جامعة إدلب أضحت الآن مستقلّة مالياً وإدارياً، "وارتباطها الوحيد بمجلس التعليم العالي المستقل، الذي يجري العمل على تشكيله الآن".

وكانت جامعة إدلب رفضت مذكرة تفاهم موقعة مع الحكومة المؤقتة تقضي بانضمام الجامعة لها. وحول أسباب الرفض، أوضح الشيخ: "نحن كأكاديميين وناشطين، كنا نرى أن الارتباط في هذه الفترة مع أي جهة سياسية مثل الائتلاف أو جهة عسكرية مثل جيش الفتح، سيقيد العمل الأكاديمي".

متابعاً: "عملنا على استقلال جامعة إدلب وتعيين رئيس جامعة منتخب من قبل الأكاديميين في الجامعة، هو الذي يعيّن فريق عمله ومسؤول أمام الأكاديميين عما سينجزه".

وأشار "الشيخ" إلى أن ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ من مجلس التعليم المستقل، إنشاء سياسة تعليمية موحدة لكافة الجامعات والمراكز التي يشملها. وسيشمل المجلس جامعة إدلب وثلاث جامعات خاصة، ومركز بحوث واحد حتى الآن. بينما يتم العمل على استقطاب باقي الجامعات في المناطق المحررة، بما فيها جامعة حلب الحرة.

وتابع رئيس جامعة إدلب: "هذا الأمر سينعكس إيجاباً على موضوع الاعتراف الرسمي الدولي، الذي تعاني منه الجامعات والطلاب في المناطق المحررة، لأن التعامل مع جهة واحدة رسمية، أفضل عند الدول".

وتضم جامعة إدلب 12 كلية، و5 معاهد؛ وتتوزع على الاختصاصات، الطب البشري والطب البيطري والصيدلة والهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية والهندسة الزراعية؛ بإلاضافة إلى كلية لآداب وفيها اللغة العربية والانكليزية والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والشريعة والحقوق، والعلوم وفيها الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والتربية والعلوم الادارية والمعلوماتية ومعهد العلوم الادارية ومعهد الاعلام ومعهد المعلوماتية، والمعهد الطبي وفيه التخدير والتمريض والمعالجة الفيزيائية والقبالة.

ولا تتلقى جامعة إدلب أي دعم أوتمويل؛ وتعتمد على رسوم الطلاب فقط؛ ويبلغ القسط السنوي 200 دولار للكليات العلمية و150 دولار للكليات الأدبية، تدفع على قسطين؛ كما يوجد حسم لأبناء الشهداء والمعتقلين بحسب "الشيخ".

وفي نفس السياق، تحدث وزرير التعليم العالي في الحكومة المؤقتة، الدكتور عبد العزيز الدغيم، لـ "اقتصاد"، موضحاً أن جامعة إدلب لم تلتزم بمذكرة التفاهم التي تم الاتفاق عليها مع الوزارة ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25 نيسان ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ.

وتنص المذكرة على ﺗﺸﻜﻴﻞ مجلس موحد للتعليم العالي في المناطق المحررة، ويضم كلاً من جامعة حلب الحرة، وجامعة الشام الدولية، بالإضافة إلى جامعة إدلب. وحسب المذكرة التي لم تُنفذ، يتبع المجلس إدارياً للحكومة السورية المؤقتة، ويرأسه وزير التعليم العالي، بشرط أن تتخذ جميع القرارات المتعلقة بملف التعليم العالي عبر المجلس، وبنظام التصويت.

وأكد الدغيم أن القرار الذي صدر عن الحكومة المؤقتة، يعتبر جامعة إدلب جامعة حكومية؛ "كما طلبنا من أعضاءها ترشيح بعض الكوادر لإعادة هيكلة مجلس التعليم العالي".

مردفاً: "للأسف لم يتم التعاون معنا؛ وأرسلنا مذكرات تعزيز للقرار ولكن دون إجابة. والآن شكلوا مجلساً مستقلاً على حد قولهم".

وأجاب الدغيم عن سؤالنا إن كان للفصائل العسكرية تأثير على قرار جامعة إدلب، بالقول: "لا أعتقد ذلك. لكن بعض الأكاديميين للأسف هم السبب".

وأشار الدغيم إلى أن الوزارة ستتابع عملها في إطار الحكومة المؤقتة مع جامعة الشام العالمية وحلب الحرة وبعض الجامعات الخاصة التي حصلت على ترخيص من الحكومة المؤقتة.

ويدرس في جامعة إدلب أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة، من عموم المناطق المحررة في الشمال السوري، وإلى الآن لم تحظ باعتراف خارجي من أي دولة.

والجدير بالذكر أن الجامعة دخلت ضمن التصنيفات الدولية من بين الجامعات المعترف بها على مستوى العالم، وذلك في الدراسة التي نشرها موقع "ويب ماتريكس" الاسباني، الذي يصدر تقييماً نصف سنوي للجامعات على مستوى العالم.

ترك تعليق

التعليق