نذير الحكيم.. غيّر بذارك ولو من عند جارك


بينما كانت العاصفة تفعل فعلها بأجواء "اسطنبول"، يوم الخميس الأخير من شهر تموز الماضي، يجلس الأمين العام للائتلاف، نذير الحكيم، في مطار "أتاتورك" الدولي، منتظراً رحلته على متن شركة الخطوط الجوية "أونور"، إلى مدينة غازي عنتاب التركية، التي تأخرت عن موعدها الذي كان مقرراً في الساعة 10.20 ليلاً.

ليلتها، كان أحد المسافرين المتواجدين في المطار، يخبئ غضباً قد يفوق غضب العاصفة، بعدما شاهد الحكيم وهو يعرض وثيقة السفر "الجواز" التي لم تكن صادرة عن الائتلاف، على عامل المطار التركي.

يقول المسافر السوري لـ"اقتصاد"، "انتظرت أن يمنعه عامل المطار من السفر، لأن جوازه مزوراً". يستدرك: "لكنه لم يفعل، لأن جوازه لم يكن صادراً عن الائتلاف، ويبدو أن جوازه فرنسياً بحكم أنه يحمل الجنسية الفرنسية".

ويضيف، "يبدو أن الحكيم كان يقول ما لا يفعل"، ويوضح متسائلاً :"لماذا لم يقتن لنفسه، جواز السفر من تلك الجوازات التي كان يسوّق لها على أنها جوازات قانونية".

ويقول: "أعرف كثيراً من الأشخاص الذين تم توقيفهم في مطار اسطنبول لهذا السبب"، معتبراً أنه، "من الأولى أن يتم توقيف نذير الحكيم لأنه هو المسؤول الأول عن كل هذا الملف".

ويتهم المعارض السوري، نذير الحكيم، بمسؤوليته عن استصدار آلاف الجوزات المزورة، وبيعها للسوريين، على أنها جوازات قانونية، استغلالاً منه لحاجة السوريين لوثائق السفر التي يحتكرها نظام الأسد.

وفي مطلع العام الحالي، اعتقلت السلطات التركية في مطاراتها عدداً من المسافرين السوريين الذين كانوا يحملون جوازات السفر الصادرة عن الائتلاف، بذريعة حيازتهم لوثائق مزورة.

وبهذا الصدد، تساءل المصدر: "لماذا لم يسافر الحكيم بأحد تلك الجوازات التي باعها للناس!"، ليضيف بسخرية: "يبدو أنه فعل كما ذلك المزارع الذي قال (غيّر بذارك ولو من عند جارك)".

وروى المصدر قصة المزارع، فقال: "كانت المؤسسة العامة لإكثار البذار تتعاقد مع بعض مزارعي البطاطا، على تزويدهم بكمية من البذار المحسنة المستوردة، مقابل اشتراطها عليهم تسلّم جزء من المحصول، الذي يتم تخزينه ليعاد بيعه في الموسم القادم للمزارعين".

ويضيف، "في العام الجديد عرضت المؤسسة البذار للبيع، وللمصادفة فقد عرض على مزارع أن يشتري البذار الذي أنتجه هو في حقله قبل عام، فما كان منه إلا أن رفض تسلم البذار، وعندما أثار تصرفه الدهشة، قال مقولته الشهيرة: (غيّر بذارك ولو من عند جارك)".

يستدرك المصدر موضحاً: "ما كان هذا المزارع ليرفض تسلّم البذار، لولا تلاعبه بالبذار (الأم) المستوردة، التي تم تسليمها له من قبل المؤسسة".

وينهي، "يعرف ذلك المزارع أن بضاعته مغشوشة، ولذلك رفض تسلّمها، كما فعل نذير الحكيم".

في سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ "اقتصاد"، إن تلويح رياض سيف، رئيس الائتلاف، بالاستقالة، جاءت على خلفية تدخلات الحكيم الكثيرة في عمله، ورفض الحكيم الرد على تساؤلات الناس بخصوص قضية الجوازات المزورة.

ونقلت الزميلة "زمان الوصل"، عن مصادر مطلعة، أنباء عن تقديم رياض سيف، رئيس الائتلاف، طلباً بالاستقالة إلى الهيئة السياسية. معللاً ذلك بأسباب صحية.

وإلى جانب حادثة الحكيم، أكد مصدر مطلع لـ"اقتصاد"، قيام سفير الائتلاف السوري في دولة قطر، نزار الحراكي، بتمديد جواز سفره المنتهي الصلاحية، من القنصلية التابعة للنظام السوري في "اسطنبول". لكن "اقتصاد" لم يتمكن من تأكيد هذه المعلومة من مصادر أخرى.

ترك تعليق

التعليق