أرقام خيالية لقاء التهريب من الداخل السوري نحو لبنان.. تعرّف عليها


منذ أن علم بدخوله مرحلة السوق إلى الخدمة الاحتياطية في جيش النظام يقبع "عماد" الذي تجاوز الثلاثين في منزل مستأجر بجديدة عرطوز دون أي حراك.

لا يخرج عماد من بيته على الإطلاق خوفاً من الاحتجاز والسوق إلى الخدمة، كما توقف عن ممارسة مهنته في مجال البناء، وجلس في منزله معتمداً على عمل زوجته البيتي في صناعة العلب الكرتونية وتطبيقها لصالح أحد المصانع.

على خلاف عماد تمكن "صالح" الذي يماثله في السن، من ترك العاصمة والهروب نحو لبنان خوفاً من السوق إلى خدمة الاحتياط أيضاً.

وصل صالح كما يقول لـ"اقتصاد"، إلى إحدى بلدات لبنان آمناً. "أوصلتني إحدى سيارات حزب الله اللبناني من باب بيتي في دمشق إلى باب منزل كان يقطن فيه شخص من معارفي".

بالنسبة للشبان السوريين الذين يفرون نحو لبنان أو المناطق المحررة شمالي سوريا، ليست خدمة الاحتياط هي الدافع الرئيسي فقط للهروب؛ بل تشكل خدمة العلم الإلزامية والخوف من الاعتقال والبحث عن فرصة عمل أفضل، هاجساً رئيسياً لدى الكثيرين ممن يعتمدون على التهريب في الوصول نحو مناطق خارجة عن سيطرة نظام دمشق.

يعمل "أبو كنان" (اسم مستعار) في مجال التهريب. قال شارحاً لـ "اقتصاد" تفاصيل المهنة التي غدت في ظل الأزمة السورية تدر أرباحاً خيالية، "لدينا طرقات آمنة من وإلى معظم الأماكن".

وأضاف أبو كنان: "جميع الطرقات مؤمنة، تأتي سيارة وتحمل الشخص المهرب من بيته نحو المنطقة التي يريد الهروب إليها. لا يخضع للتفتيش أو تفييش الهوية بل حتى سيارته لن يرخى زجاج نوافذها".

أرقام خيالية يتقاضاها المهربون من الداخل إلى الداخل السوري وإلى لبنان على الحدود مع سوريا.

تحدث أبو كنان بشيء من التفصيل حول الأجور قائلاً: "من دمشق إلى لبنان وبالعكس نتقاضى 1700 دولار أمريكي.. ومن إدلب إلى دمشق وبالعكس نفس التكلفة أي 1700 دولار. لكن من إدلب أو اللاذقية إلى لبنان وبالعكس يكون المبلغ 2000 دولار".

يقول أبو كنان إن طرقاته مؤمنة جيداً. "حتى لو كان الشاب منشقاً أو مطلوباً لأحد الأفرع الأمنية أو للخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية فإنه سيصل سالماً إلى بر الأمان لكن مقابل مبلغ مادي محترم يساوي حياته التي ربما سيخسرها في إحدى جبهات القتال مع النظام".

لكن بالنسبة لعماد الذي لايزال سجيناً في بيته فيقول إنه لا يملك معشار هذا الرقم الكبير لمغادرة دمشق نحو لبنان أو المناطق المحررة.

"أنتظر هنا حتى يأذن الله بالفرج"، يتحدث عماد والغصة تملأ حلقه.

ترك تعليق

التعليق