بعد جفاف مزيريب.. على ماذا تراهن المسمكات الخاصة في درعا؟


انعكس جفاف مياه بحيرة مزيريب بريف درعا وانخفاض منسوبها بشكل كبير من 2.5 متر إلى أقل من 1 متر؛ على الثروة السمكية، والتي تعتبر مزيريب مصدراً رئيسياً لها في المحافظة.

وأكد سامح غزاوي، مسؤول المكتب الإعلامي في مجلس المزيريب المحلي، أن النظام تعمد حفر آبار ارتوازية في بلدة خربة غزالة؛ والتي تقع على مجرى الينابيع التي تغذي البحيرة مما ساهم بشكل كبير بانخفاض منسوبها.

وقال الغزاوي في حديثه لـ "اقتصاد" أن "جفاف البحيرة والمسامك الحكومية أدى لتراجع الثروة السمكية؛ وأغلب المسامك الخاصة
بات أصحابها غير قادرين على الاعتناء بأحواضهم فيها لقلة المياه".

مشيراً إلى أن "الثروة السمكية في طريقها للزوال إذا لم تعد بحيرة المزيريب لسابق عهدها".

في حين أوضح الناشط "حاتم الزعبي" أنه لا يوجد مشاريع أو تطلعات للحفاظ على الثروة السمكية باستثناء بعض المشاريع الصغيرة الخاصة والمحدودة والتي تعتمد على حفر الآبار والاستفادة من المياه الجوفية، ولكن هذه المشاريع لا تغطي حاجة المحافظة.

لافتاً إلى أن ارتفاعاً كبيراً طال أسعار الأسماك وذلك بسبب النقص الحاد وقلة الكمية؛ حيث بلغ 1500 ليرة للكيلو غرام الواحد؛ بينما كان سعر السمك قبل إغلاق مسمكة المزيريب يتراوح بين 150 إلى 180 ليرة للكيلو.

وأغلقت مسمكة المزيريب منذ حوالي 5 سنوات بسبب نقص مياه بحيرة المزيريب التي تغذي المسمكة، "والسبب الأهم رفض النظام تشغيل المسمكة لأنها تقع بالمناطق المحررة لمحافظة درعا"، بحسب الزعبي.

مشاريع خاصة

"أبو قيس"، صاحب إحدى المسامك الخاصة، تحدث لـ "اقتصاد" عن مشروعه قائلاً: "أنشأت المسمكة بتمويل ذاتي بهدف الحفاظ على الثروة السمكية وكنوع من الاستثمار الربحي".

ويضيف: "تقدر مساحة المشروع بمسمكتين، كل مسمكة 50 متر مربع، بارتفاع 3.5 متر، وارتفاع منسوب المياه 2 متر بكل مسمكة".

وتقع مسمكة "أبو قيس" في بلدة نوى بريف درعا الغربي وهي مجهزة بنظام فلترة حديث للمحافظة على جودة الأسماك.

وعن أنواع الأسماك المتوفرة تحدث "أبو قيس": "نضع أسماكاً تتأقلم مع طبيعة المناخ في درعا وهي سمك الكرب وسمك المشط".

وبلغت تكلفة المشروع بحسب مالكه قرابة 15000 دولار أمريكي فيما يزال المشروع في طور التجهيز ولم تباع ولا سمكة واحدة بالأسواق إلى الآن.

وتشهد درعا حركة جيدة لمشاريع المسامك الخاصة؛ والتي اتجه الناس إليها نتيجة جفاف السدود والبحيرات؛ متأملين أن يعود الشتاء بهطولات غزيرة؛ لتزيد من تدفق الينابيع وترفع منسوب المياه من جديد، بما يؤدي إلى تحسن الإنتاج السمكي بالمحافظة.

ترك تعليق

التعليق